اليمن اليوم.. فارس سعيد
لا يزال تحالف العدوان السعودي يمنع وصول طائرات الأمم المتحدة والطائرات الإغاثية والإنسانية إلى مطار صنعاء. وأوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء الدكتور مازن غانم أن تحالف العدوان رفض الخميس إعطاء تصاريح لرحلات الأمم المتحدة ورحلات المنظمات الإنسانية لأطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي ورحلة المساعدة التابعة لليونيسف التي تحمل لقاحات لشلل الأطفال. وأشار إلى أن الطائرتين اللتين وصلتا الأربعاء إحداهما تابعة للسفارة الروسية لنقل طاقم السفارة الجديد، وأخرى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، قامت فقط بعمل إخلاء طبي لعدد من موظفيها. وقال "منذ السادس من نوفمبر الحالي وإلى اليوم ورحلات الأمم المتحدة وبقية الرحلات الإنسانية والإغاثية ونقل الركاب اليمنيين مازالت محظورة". وأوضح الدكتور مازن أن أكثر من 220 موظف إغاثة تابع للأمم المتحدة عالقون في عمان لم يتمكنوا من الوصول إلى صنعاء للقيام بواجباتهم الإنسانية و 310 موظفين تابعون للأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني عالقون في صنعاء، مشيراً إلى أن عدد الرحلات التي تم إلغاؤها 32 رحلة أممية وإنسانية وإغاثية منذ 6 نوفمبر الجاري بحسب مصادر من مكتب الأمم المتحدة باليمن. ولفت إلى أن إعلام العدوان يستمر في تضليل الرأي العالمي بالأكاذيب والافتراءات لرفع الضغط العالمي عليه، مشيراً إلى أنه يخلف وعوده بفتح مطار صنعاء الدولي أمام رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للرحلات الإنسانية والإغاثية. وأكدت الأمم المتحدة أن تحالف العدوان السعودي لا يزال يمنع وصول المساعدات الإغاثية والطبية إلى اليمن رغم إعلانه الأربعاء فتح الحظر على مطار صنعاء أمام الرحلات الإغاثية. وقال متحدث رسمي باسم الأمم المتحدة: "إن المنظمة الدولية حصلت على تصريح من التحالف بقيادة السعودية لاستئناف نقل عاملي إغاثة جواً للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيين وحلفاؤهم السبت -اليوم- لكنها لم تحصل بعد على إذن برسو سفن تحمل قمحاً وإمدادات طبية". وأوضح ينس لاريكه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة صحفية أمس الجمعة "لم نشهد أي تحرك فعلي حتى الآن"، موضحاً أنه بعد حصار هذه الموانئ لأكثر من أسبوعين أمام رحلات الإغاثة الإنسانية، هناك أنواع متعددة من الإمدادات ضرورية لمواجهة المجاعة ومحاربة الكوليرا وأشكال أخرى من المخاطر الإنسانية التي يواجهها ملايين في اليمن اليوم. وفي السياق، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها بشأن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن جراء استمرار الحصار الشامل. وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيندلر في مؤتمر صحفي عقد الخميس بجنيف: "ومع تعرقل الحركة التجارية، ترتفع أسعار السلع الأساسية ومن بينها الطعام والمياه المنقولة بالصهاريج والغاز والوقود. ففي صنعاء مثلاً، أفيد عن ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 60 % وعن ارتفاع أسعار المياه المنقولة بالصهاريج بنسبة 133 %. نتيجةً لذلك، يلاحظ موظفونا وموظفو شركائنا ارتفاعاً في أعداد المدنيين الذين يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية. ويُعتبر السكان الضعفاء بما في ذلك النازحون داخلياً واللاجئون وطالبو اللجوء الأكثر تأثراً". وأضاف: على سبيل المثال، يتوجه حوالي 600 إلى 800 شخص كل يوم إلى مركز للنازحين داخلياً تدعمه المفوضية في صنعاء. وقبل إغلاق الحدود، كان عدد الواصلين يومياً يتراوح بين 400 و600 شخص. ويقول الناس بأنهم لم يعودوا قادرين على تلبية الاحتياجات الأساسية أو تحمل تكاليف العلاج الطبي، فيما يواجه البعض تهديدات بالطرد. وتابع المتحدث باسم المفوضية: :في عدن، حيث كان هناك نقص في الوقود والغاز قبل إغلاق الحدود، يفيد النازحون بأن أسعار الأغذية تضاعفت تقريباً، ولا يملك البعض حالياً أي حل باستثناء تخفيض عدد وجباتهم الغذائية، مشيرا إلى أن لـ 329 لاجئاً على الأقل ممن كانوا يأملون بمغادرة اليمن والعودة إلى بلادهم الصومال، بدعم من المفوضية ومنظمة الهجرة الدولية عن طريق برنامج للمساعدة على العودة الطوعية، تم تأجيل موعد مغادرة ثلاثة قوارب من ميناء عدن إلى بربرة في الصومال. وأشارت المفوضية إلى أنها حصلت على تقارير تفيد بأن عدداً من السكان النازحين-غير القادرين على تحمل ارتفاع التكاليف المعيشية- الذين كانوا يقيمون في المراكز الحضرية في صنعاء يعودون إلى محافظات أخرى بما في ذلك المحافظات الواقعة على الخطوط الأمامية. في مدينة صعدة شمال البلاد مثلاً، تفيد السلطات الإنسانية المحلية بأن حوالي 500 عائلة نازحة عادت من صنعاء. وجدد المتحدث باسم المفوضية تأكيده انه تم إغلاق الحدود أيضاً على إيصال المساعدات؛ فقد تم إعاقة وصول مخزونات جديدة من المساعدات الطارئة المقدمة من المفوضية لحوالي 280,000 شخص نازح داخلياً متأثر بالصراع. وقد تأثر موظفونا أيضاً وبقي بعضهم خارج البلاد، ولم يعد لدى البعض الآخر أي وقود للنقل. وقال: كنا نأمل توزيع مواد الإغاثة لـ 140,000 شخص وتوفير المساعدات النقدية للاستعداد لفصل الشتاء لـ 13,000 أسرة وتقديم الدعم في مجال الإيجار لـ 9,000 أسرة حتى نهاية العام. ولكن نقص الوقود والآثار الناشئة عن إغلاق الحدود ستعيق وتؤخر عمليات التوزيع هذه. وقال يان إيجلاند، وهو مسؤول سابق في مجال الإغاثة بالأمم المتحدة ويقود حاليا المجلس النرويجي للاجئين، متحدثا عن الحصار "من وجهة نظري هذا عقاب جماعي غير مشروع". ورحب إيجلاند، الذي تدعم منظمته مليون يمني، بإعلان التحالف باعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح" لكنه أضاف "لم نتسلم سوى (إعلانا) مكتوبا ولم نشهد تطبيقا". وأضاف قائلاً "حتى إذا سمح بدخول الرحلات والشحنات الإنسانية الآن فإن هذا لن يحل المشكلة القائمة وهي أن بلدا يحتاج لاستيراد 90 في المائة من بضائعه لا يحصل على الطعام أو الوقود بشكل تجاري". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن من الضروري استئناف حركة التجارة. وقالت المتحدثة باسم اللجنة إيولاندا جاكميه "سيحتاج اليمنيون إلى أكثر من المساعدات لتجاوز الأزمة وإبعاد شبح المجاعة".