اليمن اليوم

اليمن اليوم .. حميد دبوان
هدد هاني بن بريك- قائد مليشيات (الحزام الأمني) الممولة إماراتياً- أمس، بالحسم العسكري ضد حكومة الفار ، وذلك بعد ساعات من سيطرة مليشيات في شبوة على مبنى المحافظة، تزامنا مع رفض ما يسمى "المجلس الانتقالي" إقالة 3 من قياداته كمحافظين لـ"شبوة، حضرموت، وسقطرى"، بينما شهدت عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة أحداثا دامية رافقت تلك الصراعات . وقال بن بريك -من مقر إقامته في أبوظبي- على صفحته في الفيسبوك ضمن سلسلة تعليقات موجهة لحكومة هادي "لم نضع سلاحنا بعد، ومن أدمن ساحات القتال واستنشق البارود مستعد للذود عن كرامته". وكان محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، الموالي للإمارات، قال خلال لقاء مع قناة الحرة في أبوظبي "نحن من أتينا بهادي إلى عدن" . كما أصدر "المجلس الانتقالي" الذي يرأسه الزبيدي بيانا يرفض فيه قرارات هادي بوضع أعضاء في رئاسة المجلس تحت الإقامة الجبرية في الرياض بعد إقالتهم من مناصبهم وأبرزهم "أحمد بن بريك كمحافظ لحضرموت، أحمد لملس كمحافظ لشبوة، وكذا عبدالله السقطري كمحافظ لسقطرى" . ودعا البيان أنصار المجلس إلى المشاركة في ما وصفها بـ "مليونية" في السابع من يوليو الجاري لـ"طرد المحتل" في إشارة إلى حكومة الفار في عدن. تصعيد المجلس الانتقالي جاء في أعقاب سيطرة مليشيات يقودها القيادي في الحراك الجنوبي ، ناصر النوبة –المقرب من علي محسن- أمس، على مبنى المحافظة وكذا سكن المحافظ بعد رفض مليشيات المحافظ المقال تسليمهما. وقالت مصادر أمنية في شبوة لـ"اليمن اليوم" إن أنصار النوبة مسنودين بفصائل أخرى موالية لـ"الأخوان" حاصرت صباحا مبنى المحافظة وتمكنت من السيطرة عليه بعد تدخل وساطة قبلية طالبت أنصار لملس بتسليم المبنى. وشوهدت مليشيات النوبة تستحدث مواقع في محيط المباني الحكومية في عتق. في المقابل، توعدت فصائل موالية للإمارات باستعادة المباني الحكومية في عتق وطرد "النوبة" ومليشيات الإخوان. وأصدرت تلك الفصائل بيانا طالبت فيه أبناء المحافظة للانضمام إليها .. في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية لـ"اليمن اليوم" عن قيام طائرات حربية – يعتقد أنها إماراتية- بإنزال منشورات في مديريات المحافظة تتضمن مكافآت مالية تصل إلى 5 ملايين ريال لكل من يدلي بمعلومات عن قيادات –مفترضة على القاعدة- على رأسها السعودي إبراهيم عسيري. حضرموت وتشهد حضرموت هي الأخرى حالة من التوتر في ظل أنباء تحدثت عن إرسال كتائب جديدة من مأرب للانتشار في المكلا والتمركز في مواقع تابعة للمنطقة العسكرية الثانية مقابل تعيين البحسني محافظاً لحضرموت مع الاحتفاظ بمنصبه قائداً للمنطقة. وقالت مصادر عسكرية لـ"اليمن اليوم" إن فرج البحسني – قائد المنطقة العسكرية الثانية الموالي للإمارات- طالب عناصره برفع الجاهزية القصوى ، مشيرة إلى أن معلومات مؤكدة تفيد بتجهيز مليشيات الأخوان وأخرى موالية للرياض لكتائب في مأرب تمهيدا لإعادة توزيعها على مناطق في المكلا. وأفادت المصادر بأن علي محسن –نائب الفار- وجه بتجهيز تلك الكتائب خلال زيارته قبل يومين لمأرب، وأن تلك الكتائب في طريقها إلى المكلا. كما أكدت تحفظ اللواء البحسني عن قرار تعيينه محافظا لحضرموت إلى جانب قيادته للمنطقة العسكرية الثانية، متوقعة أن يعلن البحسني في مؤتمر صحفي مرتقب اليوم موقفه رسميا من القرار. في سياق متصل، ترأس خالد بحاح –العائد لتوه من الرياض- أمس، اجتماعا لأعضاء في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي في المكلا. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي لـ"اليمن اليوم" إن اللقاء عقد في المكلا بحضور أحمد بامعلم عضو رئاسة المجلس وقيادات أخرى في الحراك، مرجحة أن يكون اللقاء خصص لمناقشة تداعيات قرارات الإقالة الأخيرة لقيادات المجلس من مناصبهم. إلى ذلك، كشفت مصادر في مطار سيئون، عن توجه إماراتي لإغلاق المطار ونقل رحلاته إلى مطار عدن الدولي، متوقعة أن يغلق المطار خلال الفترة المقبلة بحجة "انعدام الوقود". وكان مدير شركة النفط في وادي حضرموت أبلغ إدارة مطار سيئون أن مصافي عدن –الخاضعة لمليشيات الفار- رفضت تزويدهم بوقود الطائرات. وكان المطار شهد خلال الفترة الماضية تجاذبات أمنية بسبب تعيين أحمد بن بريك مديرا جديدا محسوبا على الإمارات خلفا للمعين من قبل الفار . على الصعيد الأمني، عاشت حضرموت خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا دامية، بداية باغتيال العميد غازي قاسم، نائب قائد مليشيات الحزام الأمني في مديرية القطن ومساعده إضافة إلى مقتل جنديين واختطاف آخر بهجوم شنه مجهولون على نقطة لهم في مدخل المديرية. كما استهدف مسلحون منزل قائد فصيل محسوب على الإمارات ويدعى صالح سالم اليافعي بصاروخ كاتيوشا. ويقع المنزل عند مدخل سوق القات بمديرية القطن. عـــــــدن وخيمت "الأجواء الرمضانية" على مدينة عدن، وفقا لاستطلاع نشره موقع عدن الغد، أمس، رغم مرور 7 أيام على عيد الفطر، مايعكس حالة الفوضى المتصاعدة. وقالت مصادر أمنية لـ"اليمن اليوم" إن مجهولين هاجموا قبل أيام مطار عدن الدولي، أعقبته اشتباكات كاد يتسبب بمجزرة في أوساط عائلات كانت تتنزه في ساحل أبين المحاذي للمطار. ودفعت المواجهات إلى عزوف العائلات عن ارتياد سواحل عدن خصوصا مع تنامي نشاط مسلحين سلفيين – يعتقد ارتباطهم بالجماعات المتطرفة- في ملاحقة العائلات بذريعة منع "الاختلاط" على الساحل. كما شهدت مديرية خور مكسر اشتباكات خلفت قتيلا و3 جرحى بسبب خلاف على أرضية اتحاد الأدباء. وهاجم مجهولون بالـ "ار.بي.جي" أيضا معسكر الدفاع الجوي في المنصورة . أبين وفي أبين كشفت مصادر أمنية لـ"اليمن اليوم" بأن مفاوضات تجرى بين عناصر – مفترضين للقاعدة – ومسئولين في حكومة الفار لإتمام صفقة بـ"30 مليون ريال". وقالت المصادر إن التنظيم طالب بذلك المبلغ كفدية مقابل الإفراج عن حراسة عبدالعزيز المفلحي، المعين من الاحتلال محافظاً لعدن، وآخر من حرس هادي يدعى مختار حيدان- قريب قائد اللواء الثالث حماية رئاسية-، مشيرة إلى أن التنظيم كان احتجزهم قبل أيام ، أثناء قيامهم بإتمام صفقة لشراء (3) مدرعات من مسلحين في المحافظة. واعتبرت المصادر العملية هدفها تمويل عناصر التنظيم فقط وإضفاء شرعية على عملية تحويل المبالغ. الاحتلال في سياق صراع قوى الاحتلال، واصل الموالون لقطر حملتهم ضد الإمارات، بينما بدأت تمكنت الأخيرة نقل أتباع الإخوان من عدن بإشراف سعودي. وشكل الفار لجنة تضم في أغلبها قيادات أمنية محسوبة على وزير داخليته ، حسين عرب- المدعوم قطريا- وجماعة الإخوان للتحقيق فيما وصفته بـ"انتهاكات تمارسها الإمارات في سجون بعدن وحضرموت". وبحسب إعلام العدوان فإن الفار أمهل اللجنة 15 يوما فقط لتجهيز التقرير. وكانت قناة الجزيرة القطرية نشرت خلال الأيام القليلة الماضية صورا من داخل معتقلات قالت إن القوات الإماراتية تشرف عليها وتمارس فيها عمليات تعذيب، كما نشرت القناة مطالب لمنظمات حقوقية دولية وأخرى لمسئولين أمريكيين يطالبون بفتح تحقيق حول استعانة الإمارات بقوات أمريكية في عمليات تعذيب. في المقابل، طالبت وسائل إعلام محسوبة على الإمارات بفتح تحقيق عن سجون تعذيب تابعة للإخوان في تعز ومأرب. إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية في عدن لـ"اليمن اليوم" بدء الإمارات والسعودية نقل معسكرات تابعة لفصائل محسوبة على "الإخوان" وعلي محسن إلى خارج عدن، مشيرة إلى أن أغلب أفراد تلك المعسكرات تم إرسالهم إلى تعز بإشراف سعودي.