اليمن اليوم.. حميد دبوان
شهدت عدد من المحافظات الجنوبية،أمس، سلسلة عنف وسياسية، وسط تصعيد إعلامي وتحضيرات ميدانية بين قوى المرتزقة الموالية لدول الاحتلال. وهاجم مسلحون في حضرموت،أمس، منزل فرج البحسني، المعين قائداً للمنطقة العسكرية الثانية ومحافظاً لمحافظة حضرموت، وقتلوا أحد مرافقيه، وذلك بعد يوم واحد فقط على إعلان قبوله بمنصب المحافظ خلفا لأحمد بن بريك الذي صدر قرار من الرياض بإقالته ولا يزال تحت الإقامة الجبرية فيها. وكان رئيس فرع حزب الإصلاح في حضرموت، محسن باصرة، أعلن،أمس، دعم جماعته للمحافظ الجديد، بعد سماحه بوصول كتائب موالية للجماعة من مأرب لإعادة نشرها في المكلا، وقبوله بالسماح بإشراك المنطقة العسكرية الأولى – المحسوبة على الإخوان- والمتمركزة في سيئون بالعمليات العسكرية، بعد أن كان المحافظ السابق اتهمها بدعم "القاعدة". في سياق متصل، علقت إدارة مطار سيئون –المعينة من قبل الإمارات- أمس، الرحلات الجوية إلى المطار بحجة "انعدام الوقود". وقالت مصادر أمنية لـ "اليمن اليوم" إن أغلب الرحلات تم تحويلها إلى مطار عدن الدولي الخاضع بشكل كامل هو الآخر للإدارة الإماراتية، الأمر الذي ضاعف معاناة المواطنين، حيث أن المئات لا يزالون عالقين في المطار. انهيار العملة المحلية وسجلت العملة المحلية،أمس، انهيارا جديدا لأسعار الصرف. ووصل سعر صرف الدولار إلى 365 ريالا، بعد أن كان استقر عند حدود 350 خلال الفترة الماضية، بينما تجاوز الريال السعودي والدرهم الإماراتي حاجز الـ94 ريالا، وفقا لمصادر مصرفية. وأرجعت المصادر أسباب الانهيار إلى العملة الجديدة التي طبعتها حكومة المرتزقة بدون غطاء وبدأت بطرحها للتداول في المحافظات الجنوبية، الأسبوع الماضي، وتوقعت مصادر مصرفية مزيدا من الانهيار خلال الفترة المقبلة. غليان في عدن وشهدت مدينة عدن،أمس، موجة غليان شعبي، مع خفض الاحتلال ساعات الكهرباء إلى ساعة واحدة مقابل 4 ساعات إطفاء، في ظل ارتفاع كبير لدرجة حرارة الصيف. وقال سكان محليون لـ "اليمن اليوم" إن عددا من الأحياء في عدن شهدت احتجاجات كقطع للشوارع الفرعية وإحراق الإطارات. كما شهدت المدينة ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، وفقا لذات المصادر، بينما أغلقت بعض محطات الوقود أبوابها وسط مخاوف من أزمة جديدة. إلى ذلك، واصل رجال المرور إضرابهم عن العمل، مع تنفيذ وقفات احتجاجية، تنديدا بإطلاق عناصر من مليشيات الحزام الأمني النار على أحد زملائهم ثاني عيد الفطر لمنعه طقمهم من تجاوز الإشارة. وكان ناشطون نشروا مقطع فيديو لمسلحين على متن طقم يعتدون على رجل المرور وبطريقة أثارت غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية. تحضيرات إلى ذلك، توقعت مصادر في الحراك الجنوبي،أمس، وصول قادة ما يسمى "المجلس الانتقالي" إلى عدن خلال الأيام المقبلة، وذلك لقيادة احتجاجات مناوئة لحكومة الفار التي أصدرت قبل أيام سلسلة قرارات قضت بعزل أعضاء في هيئة رئاسة المجلس من مناصبهم في السلطات المحلية لمحافظات حضرموت وشبوة وسقطرى، مع الإبقاء على لحج والضالع. وقالت المصادر إن الإمارات سمحت لـعيدروس الزبيدي ونائبه إضافة إلى 6 أعضاء آخرين بالعودة إلى عدن، بالتزامن مع تحضيرات للحراك الجنوبي لتنفيذ تظاهرات في عدن في السابع من الشهر الجاري. وكان السفير البريطاني لدى بلادنا والمقيم حاليا في الرياض سايمون شركليف، زار أمس الزبيدي وقيادة المجلس في أبوظبي. وقال شركليف في منشور على صفحته في تويتر إنه بحث مع الزبيدي وقيادة المجلس تشكيل ما سماه بـ "صوت جنوبي موحد" في إشارة منه - كما يبدو- إلى أن التعيينات الأخيرة كانت في إطار اتفاق لقوى الاحتلال بدمج الفار والمجلس الانتقالي، وهو ما كانت "اليمن اليوم" قد أشارت إليه في تقارير سابقة. وأضاف شركليف "بريطانيا تدعم صوتا جنوبيا موحدا يستطيع تحقيق أهدافه من خلال الحوار السياسي". إلى ذلك، قام ضباط بريطانيون،أمس، بعرض فليم وثائقي يستعرضون فيه "نهضة عدن" خلال الاحتلال البريطاني. وقالت مصادر في الحراك لـ "اليمن اليوم" إن الفيلم عرض في جامعة بمدينة ليفربول ودعي إليه كافة أبناء الجاليات الجنوبية في بريطانيا. بن دغر يتبرأ وتبرأ أحمد عبيد بن دغر، رئيس حكومة المرتزقة، أمس، من تصريحات لمصدر حكومي نشرته وكالة سبأ (النسخة المزيفة من جانب حكومة المرتزقة) تتهم عيدروس الزبيدي بـ "العمالة لإيران" وذلك ردا على تسمية عيدروس الزبيدي لعلي محسن الأحمر كداعم للإرهاب في الجنوب خلال مقابلته الأخيرة مع قناة الحرة. وقال بن دغر في سلسلة تعليقات نشرها على صفحته في تويتر "ما يعبر عن رئيس الحكومة هو خطاباته وبياناته الصادرة عن مكتبه وتعليقاته وما يصدر عن المتحدث الرسمي باسمها، في إشارة إلى عدم علمه بالتصريح المنسوب لمصدر في حكومته. حملات الاعتقالات تتواصل وشنت مليشيات (الحزام الأمني) – التابعة للإمارات- أمس، حملات اعتقالات في لحج وعدن، تزامنا مع وصول فريق أمني إماراتي لزيارة المعتقلات التابعة لتلك المليشيات. وقالت مصادر أمنية لـ "اليمن اليوم" إن ما تسمى فرق مكافحة الإرهاب واصلت اقتحام منازل في الشيخ عثمان، واعتقلت عددا من الأشخاص المتهمين بعلاقتهم مع التنظيمات المتطرفة. كما اقتحمت منازل في منطقة صبر واعتقلت أكثر من 6 أشخاص من أبناء المنطقة، وفقا لمصادر أمنية. في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية في عدن وحضرموت لـ "اليمن اليوم" بدء فريق أمني إماراتي بإعداد ملف عن المعتقلات التابعة للمليشيات المدعومة إماراتيا في تلك المحافظات. وقالت المصادر إن الفريق قدم من أبوظبي ويسعى للرد على تقارير صحفية وحقوقية تضمنت صور تعذيب معتقلين. ويتزامن وصول الوفد مع استمرار فريق حقوقي شكلته حكومة الفار لإعداد تقرير يحسن من علاقة الفار بالإمارات، وفقا لمصادر مطلعة، كشفت بأن التقرير –قيد التحضير- تضمن نفيا لأية صور من التعذيب، والاكتفاء بالإشارة إلى طول فترة الاحتجاز فقط.