اليمن اليوم

لا شيء في حاضرنا اليمني ذا معنى يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
• أخبارنا في الغالب الأعمّ تسد النفس، من الأخبار السياسية إلى الأخبار الاقتصادية والرياضية، وحتى نشرة الأحوال الجوية.. ولا استثناء حتى للشعر الذي كان فيه ما يدخل في الحكمة.
• أعرف أن من يتناول صبوحه الآن وقد زادت أرصدته في البنوك بصورة تلقائية لشدة الثراء سيقول: يا الله رضاك.. يا الله طلبناك هذا الكاتب متشائم ويسد النفس، شلوا الكورن فليكس من قدامي وارفعوا دبة العسل، ولكن.. أليس صحيحاً القول بأن الحكمة يمكن أن تكون صينية أو تونسية، ويتعذر اليوم القول بأنها يمنية أو بأن عندنا معجزة، وفقاً للكلام الذي يقوله جمال بنعمر قبل أن يفخخ كل أمر ويربط الحزام.
• سياسياً واقتصادياً فإن القمة الخليجية أكدت دعمها لـ"العملية" السياسية في اليمن، لكن ما من دعم حقيقي لـ"العملة" اليمنية التي يهددها الطبع حتى تتحول إلى ما يشبه ورق الحناء، وميدانياً فإن الريادة والحضور هي للتفجيرات التي جعلت الأطفال من أهدافها، حيث واكب تنظيم المصريين مهرجان "أطفالنا ضوء عيوننا" قيام القاعدة في اليمن بقتل العشرات من تلاميذ المدارس في رداع، فمن أين يأتي التفاؤل ولم يعد يسلم حتى الأطفال من أدوات القتل الجماعي؟!
• ثقافياً، اسمعوا لشكاوى الأدباء والممثلين الذين يتساءلون على رصيف وزارة الثقافة: إلى متى تبقى ميزانية الثقافة واحد من ألف من ميزانية الدولة؟ وأي تراجيديا هذه التي تجعل فنانين يطالبون بأجور أعمالهم الدرامية المذاعة قبل سنوات، فيما تبقى الكرة اليمنية ضمن أسوأ عشرين ترتيباً على مستوى العالم؟
• لا شيء ذا معنى من أبرز عناوين نشرة التاسعة حتى نشرة الأحوال الجوية، التي إما تحذر من جراد قادم من أفريقيا أو غبار من صحراء محيطنا الجغرافي الغني، مع تحذير من اشتداد موجات الصقيع، لتكون أدوات القتل وحدها هي الساخنة.
• وهكذا، ما زالت الشكوك تحيط بنبوءة شاعرنا القديم "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت".. إلخ، حيث ما نزال نظن مع ظنه القديم بأنها لا تفرج!