اليمن اليوم

يطلُّ علينا بعد أيام مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، وتجد من يقول بحرمة الاحتفال الذي يعدُّ بدعةً، بدعوى أن الصحابة والتابعين لم يحتفلوا له، أو بالأصح لم يحفلوا به. لو راجع هؤلاء التاريخ لوجدوا أن المؤرخين اختلفوا حول يوم مولد النبي الأعظم، واختلفوا على تاريخ وفاته أيضاً.. وقد يكونون معذورين في اختلافهم على تاريخ مولده الشريف، لأن التاريخ الهجري لم يكن قد بدأ "رغم وجود تاريخ ميلادي".. لكن أن يختلفوا حول تاريخ وفاته وقد بدأ التاريخ منذ يوم الهجرة فهذا شيء يدعو للبحث والتحقُّق من مقاصد المؤرخين. اتركوا النبي الأعظم وشأنه، فهو لا يريد منكم أن تحيوا ذكرى مولده بسفك الدم وإزهاق الأرواح والتمنطُق بالبنادق والرشَّاشات.. النبي، صلوات الله عليه وآله، كان داعية للحياة وأنتم دعاة للموت.. كان داعية سلام وأنتم مسعِّرِو حروب.. كان يوصي بعدم قطع شجرة، وأنتم تقتلعون أُسراً بكاملها من شجرة العائلة. مولد النبي الأعظم، احتفاءٌ بالفرحة وحمدٌ وشكرٌ لله أنْ بعث فينا هذا النبي الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، وجعل لنا ذِكْراً بين الأمم، فلولا أن الله بعثه في الجزيرة العربية لما كان للعرب المستهلكين أيُّ ذِكر بين أمم العالم المنتجة.. مولد النبي مناسبة رائعة لاسترجاع سيرته الشريفة والعمل بما جاء به، وتذكير الناس بمناقبه والسير على نهجه، لكن هذه المناسبة تحوَّلت إلى استعراض للأسلحة واشتباكات بين فِرَق المسلمين، ووقوع قتلى وجرحى باسم الاحتفال بالمولد النبوي!! أيها المُسلَّحون: ضعوا بنادقكم وأحقادكم جانباً في هذا اليوم المبارك، واخجلوا من رسول الله الذي ترتكبون كلَّ هذه الحماقات باسمه وفي يوم مولده.