اليمن اليوم

نعم .. كانت ضربة معلم في رأس السنة الجديدة 2015 أو 2014 +1 سهرة تلفزيونية احتشد فيها كوكتيل من ممثلي الطيف السياسي ممن حسبناهم فرقاء يصعب أن يلتقوا على شاشة قناة واحدة لكنهم التقوا في قناة واحدة ..مؤتمريون .. إصلاحيون .. أنصار الله ..وحراك ..إلخ .
• في الحوار المفتوح شاهدنا عبده الجندي وأحمد الحبيشي إلى جانب محمد ناجي علاو وإسماعيل الوزير وعلي العماد وأحمد القنع وآخرين، كان لافتاً أن يلتقي الجميع على عددهم ومشاربهم وطبيعة مواقفهم تحت سقف استديو مباشر واحد وأن يتداخل معهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بكلام عزز مشهد التنوع داخل قناة اليمن اليوم بكلام عن إغلاق صفحات الماضي وتغليب لغة التصالح كضرورة وطنية تفرضها محدودية الخيارات أمام معادلة إما يتنازل اليمنيون لبعضهم أو الطوفان .
• في ذات رأس السنة الميلادية وعلى نفس الشاشة وذات الاستديو المباشر شاهدنا قيادات ومقدمي برامج من اليمن اليوم وسهيل والمسيرة والسعيدة وغيرهم من مقدمي أخبار وبرامج التوك شو السياسي يطلون على المشاهدين من هذه القناة ليناقشوا كيف يمكن للإعلاميين أن ينتصروا للمهنية في نشاطهم الإعلامي ويتحللون من ضغوط الممولين بنوازعهم السياسية التي جعلت الإعلام يتحول إلى مجرد تابع للسياسي وليس موجهاً للرأي العام وضميراً للشعب .
• قد يعتقد من لم يشاهد البرنامج أن اجتماع كل تلك الوجوه المعبرة عن الأطياف السياسية أمر عادي لكن من شاهد تلك الوجوه خلال سني الأزمة وبعضهم كان جزءاً من مشهد الفجور السياسي والإعلامي سيجد نفسه أمام ما يشبه الرابط العنكبوتي الذي تستعيد معه الكثير والخطير من مشاهد التأزيم والتنابز وصب المزيد من الملح على الجروح، حتى أن من الضيوف من وجد نفسه في أسر ضغوط مواقفه القديمة وهو ما شاهدته بتعبيرات لفظية وحركية لم يفرملها غير الاحترام لطبيعة المناسبة وذكاء المحاورين محمد منصور .. أحمد الكبسي وشيرين شاهر .
• مساء أمس الأول الذي مثّل ليلة رأس السنة الميلادية 2014+1 وهي تسمية تعكس الخوف من مجهول 2015 نجحت قناة اليمن اليوم في إثبات أن بالإمكان أفضل مما كان وأن اليمنيين يستعيدون الحكمة والأخلاق إذا التقت عيونهم ببعض، وأننا وصلنا فعلاً إلى حال يفرض الارتقاء فوق العُقَد وفوق التنافر والجراح .
• تهنئة وتحية لقناة اليمن اليوم وهي تحتفل بشمعتها الرابعة فتبدع وتمتع وتؤنس وتذكرنا كيف تركت جريمة اقتحامها ندبة وفراغاً استدعى القول "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".