اليمن اليوم

بنبرة حادة تعيد إلى أذهاننا الصوت القادم من خطب الستين، خرج لنا أحدهم منذرا بثورة (ضد الفساد)، فصرخنا "لا تتفل في ذقنك يا دكتور". خطيب أحد المساجد الكبيرة في صنعاء وأحد الرؤوس الثورية لجماعة أنصار الله، فوق كونه "متوكل" على لسانه ودكتور رباني زاهد.. كان في يوم من أيام الثورة الأخيرة المباركة مشرفا على وزارة النفط، فعاث فسادا حتى أصبح من الذين يشار إليهم كلما قال الناس (سارق)، وحصل على مصادقة على هذه المرتبة بحبسه عدة أشهر في صعدة، وحين خرج اتضح أنه ماتقرصش العافية. الدكتور الثوري الرباني اهتز من فوق المنبر في يوم الجمعة الماضي، محرضا على القطاع الخاص، مفتياً بمصادرة ممتلكات ومخازن التجار، وأن تقوم الدولة بالتجارة بنفسها، ثم توعد الرئيس السابق بيوم أسود ونهاية مأساوية. لماذا؟. أعتقد أنه ينتقم من السيد عبدالملك الحوثي بالإيحاء أن توجيهاته بحفظ وتمتين الجبهة الداخلية غير ذات قيمة، وتحدياً له من فوق منبر بيت الله، دعا إلى إفساد الوحدة الوطنية، لتصبح خطاباته تلك مادة دسمة لوسائل إعلام العدو، وعندما نتساءل: (من يخدم هذا الخطاب التحريضي؟) ستجد قنوات وصحف ومواقع العدو وهي تنفخ بكير (الانقلابيين يتوعدون بنهب القطاع الخاص ويهددون بتصفية شريكهم). نعرف أن مثل هذا الجنون غير قابل للواقعية رغم الهوس المتصاعد بكل شيء غير عقلاني، إلا أن أثره على الجبهة الداخلية فادح جداً، وأثره على الاقتصاد سيئ جدا، ولا يوجد طرف يمكن أن يقول لهذا الداعية وأمثاله شكراً سوى العدو الخارجي. لمن يعقل من أنصار الله، وفي مقدمتهم السيد عبدالملك الحوثي نقول: هؤلاء من يسيئون إليكم وهم مصدر تآكل سمعتكم، وتأديب المسيء مصلحة لكم.

تعليقات القراء

الاسم:

عنوان التعليق:

نص التعليق:

حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحالـة في التعليقات