اليمن اليوم

. في ستة أيام أنزلت إسرائيل بالعرب هزيمة ساحقة ماحقة، واحتلت من أراضي مصر وسوريا ولبنان والأردن.. ما يزيد عن أحد عشر ضعفا من مساحتها قبل ما صار يُعرف بـ"نكسة حزيران "67"، أو حرب الأيام الستة!". وخلال ستة أشهر، لم تستطع عشرات الدول والجيوش العربية والدولية، بكل إمكانياتها وقدراتها الهائلة من تحقيق أيّ إنجاز عسكري سياسي مهم في اليمن!. وطبعاً لا اليمن أقوى من التحالف العربي عام 67، ولا التحالف السعودي الإقليمي الدولي الراهن أضعف من إسرائيل في ذلك التاريخ!. لكنها ستة أشهر من الحرب، ستة أشهر ولم يتمكن هذا التحالف البدوي حتى من السيطرة على المناطق الخالية من الجنود والحوثيين، أو التي انسحب منها هؤلاء انسحابا قسريا أو تكتيكيا في الجنوب والشرق.!! الستة أشهر في ميزان الحروب المعاصرة حقبة طويلة للغاية.. يمكن في بعضها إسقاط دول واجتياح أقاليم.. وهذا ما يجعل "عاصفة الحزم" فضيحة بكل المقاييس، فضيحة مدوية، لكل من شارك فيها ووقف وراءها ودعمها ماديا أو لوجستيا وبشكل مباشر وغير مباشر. بأيام، فقط بأيام قليلة تمكنت أمريكا من السيطرة على كابول في قلب أفغانستان المعروفة كإحدى أشرس دول العالم جغرافيا وتاريخا وطبيعة بشرية. لاحقاً، وبأيام فقط، تمكنت أمريكا من اجتياح بغداد.. عاصمة إحدى أقوى دول المنطقة من حيث الجيش والأسلحة والقدرات العسكرية. القضية قضية جدب في العقول والاستراتيجيات، باتت الحرب المعاصرة، مباراة ذكاء وتنافس خبرات وسباق خطط وقدرات. ولم تعد مجرد غزوة بدوية للثأر، والبطش والتدمير.. كما كانت عليه حرب البسوس، وكما هي حال عاصفة الحزم بالنسبة للتحالف الخليجي الراهن.! لقد تغير العالم والحياة، جذريا من أيام داحس والغبراء، لكن عقليات ورؤى حكام الخليج، الذين يقودون هذا التحالف لم تتغير في حالات السلم والحرب. بهذا المنطق السياسي لن تفضي العاصفة إلى حل، حتى لو استمرت لست سنوات، لنتوقف فقط في حدود ما أطلقوا عليه منذ شهر معركة تحرير صنعاء.. وطوال هذا الشهر لم ينجحوا في تحقيق أي خطوة عسكرية أو سياسية تقربهم من الهدف، وأكثر من ذلك قصفوا العشرات من مرتزقتهم، بل وقاموا مثلا بقصف جزيرة كمران كما لو كانت عقبة استراتيجية تحول دون اقتحام صنعاء!! من هم رجال الكهف إذاً: الحوثيون كما يصفهم هؤلاء الأعراب، أم هؤلاء الأعراب الذين لا يملكون حيلة في الحرب، ولا يهتدون إلى السلم سبيلا؟!