اليمن اليوم

لم يتغير حال اليمنيين منذ خمسين عاماً حتى الآن، المشاكل الاقتصادية والبحث عن الأمن والاستقرار ومواجهة الأزمات الاقتصادية، والبحث عن المساعدات من الدول الشقيقة والصديقة، ومحاولة نسيان الماضي بآلامه وأحزانه وعن الأخوة الضائعة بينهم إلّا أن الأيام أثبتت عكس ذلك، فشعارات التضامن والمودة والإخاء وبناء المستقبل..إلخ، شعارات تكتب في جميع اتفاقياتهم، وأسمى أمنياتهم البحث عن دولة حديثة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، دولة توفر الأمان والحياة الكريمة للجميع، يسودها العدل والنظام والقانون، دولة لكل اليمنيين، وليست لفئة تتناحر فيما بينها من أجل السلطة المال، وبقية الشعب يعيش في الفقر والجوع والخوف. تشابه كبير بين اتفاقية السلام بين الملكيين والجمهوريين عام 1385هـ في اليمن، والتي سميت بـــ"اتفاقية الطائف الثانية"، وبين ما يحدث اليوم من صراع بين اليمنيين، وتصوير دقيق لمشاكلهم بين الأمس واليوم، كل ذلك بسبب غياب المشاريع السياسية الواضحة، إذ تقوم السعودية بدعم أحد أطراف الصراع، وهي نفس المشكلة التي تواجه اليمنيين الغارقين في خلافاتهم وربّما يعودون الالتزام بالمبادئ التالية: أولاً: نصرة دين الله وإعلاء كلمته، والتقيد بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء . ثانياً: وضع مصلحة اليمن ووحدة أراضيه فوق أي اعتبار . ثالثاً: التعاون بنية صادقة وتصميم مخلص على وقف المأساة التي تعيشها اليمن وإيجاد الحلول لتوحيد جهود الشعب اليمني للحفاظ على أمن البلاد وسلامتها . رابعاً: ولقد أعطى المجتمعون عهداً أمام الله بأن لا يحمل أحد منهم ولا من يمثله سلاحاً بقصد الاعتداء والتآمر على أخيه اليمني . خامساً: نسيان الماضي البعيد والقريب بآلامه وأحزانه وشروره وآثامه، ونبذ الأحقاد التي خلقتها السنون، لينعم اليمن بشعب موحد متضامن تسوده روح المودة والإخاء، قادر على بناء مستقبله والسير ببلده بمساعدة شقيقاته العربيات إلى المجد والتقدم والرقي . سادساً: إفساح المجال أمام الشعب اليمني ليعلن إرادته الحرة في تقرير مصيره واختيار نظام الحكم الذي يرتضيه، بعيداً عن كل مؤثر خارجي، وبعد انسحاب القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة وإيقاف المساعدات السعودية . وتحقيقاً لهذه المبادئ، فإن المجتمعين يعتقدون جازمين بعد أن تدارسوا جميع الظروف والملابسات التي أحاطت بالنزاع القائم بأنه لا مخرج واقعياً من هذه المأساة إلَّا بالمرور بفترة انتقال تُبنى على الأسس التالية، وهم يرجون من جميع الوسطاء الذين يسعون مخلصين لإحلال السلام في ربوع اليمن مساعدتهم على تحقيقها وهي: - إقامة دولة اليمن تحت اسم (الدولة اليمنية الإسلامية) وتقوم على أحكام الشريعة الإسلامية الغراء ويُسير أعمال هذه الدولة بصورة مؤقتة . - مجلس دولة يقوم باختصاصات رئيس الدولة ويتألف من سبعة إلى ثمانية أعضاء وتمثل فيه جميع الفئات اليمنية. - مجلس وزاري يقوم باختصاصات السلطة التنفيذية ويتألف من ثمانية عشر إلى أربعة وعشرين وزيراً، وتمثل فيه العناصر الواعية من مختلف الفئات اليمنية . - مجلس الشورى يوجد ويشرف على أعمال مجلس الوزراء ويساعده في أداء مهمته ويتألف من ثمانين عضواً وتمثل فيه جميع الفئات اليمنية . مهمة الأجهزة الحكومية المؤقتة هي: - توطيد الأمن الداخلي والإشراف على سحب القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة وإيقاف المساعدات السعودية، والتهيئة لإجراء استفتاء عام في اليمن ينبثق عنه تقرير النظام الأساسي للحكم . والمجتمعون يدعون جميع إخوانهم في اليمن، على اختلاف نزعاتهم ومبادئهم، إلى الانضمام للخروج باليمن من هذه المأساة، وبناءً على المبادئ الواردة في هذا الميثاق وتمسكهم بها وموافقتهم عليه لحل هذه المشكلة إلى أن يتم تتجاوب الفئات اليمنية غير الممثلة في هذا الاجتماع. وهم يتطلعون إلى الفترة الانتقالية، وما بعد الاتفاق بين جميع الفئات اليمنية المختلفة إلى المساعدة المادية التي تقدمها الجمهورية العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجميع دول الجامعة العربية، وذلك ليتمكن الشعب اليمني من بناء بلده وتطويره . سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يوحد كلمة العرب والمسلمين، لما فيه صلاح دينهم ودنياهم والله ولي التوفيق.. حرر بتاريخه سنة 1385 هـ الموقعون في وثيقة السلام الأصلية بين الملكيين والجمهوريين والتي سميت اتفاقية الطائف الثانية عددهم 200، نورد في هذا المقال الوثائقي عشرين اسما من أهم الشخصيات الموقعة من الطرفين وهم: الشيخ/علي ناجي القوسي، الشيخ/ علي مبخوت العرادة، الشيخ/ محسن قايد الصباحي، الشيخ/أحمد علي حسن المطري، الشيخ / حسين علي القديمي، مجاهد أبو شوارب، الشريف محمد بن أحمد حيدر، محمد عبدالله الفسيل، عبدالرحمن بن يحيى حميدالدين، عبدالقادر محمد شرف الدين، أحمد محمد الشامي، الشيخ/ناصر علي البخيتي، الحسن بن الحسن الإمام، عبدالله بن الحسن الإمام، صالح يحيى الرويشان، علي محمد ناصر القردعي، محمد أحمد نعمان، الشيخ/أحمد حزام، محمد ناصر صبرة، الأمين العام للجمعية الإسلامية اليمنية القاضي/محمد محمود أحمد الزبيري