اليمن اليوم

بايع السعوديون الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وذلك في قصر الصفا بمكة المكرمة بعد صلاة التراويح 27 رمضان تغيير كبيــــــر وسلاسة في الانتقال عكس ما كان يتوقعه الكثيرون. خروج محمد بن نايف من المشهد السياسي السعودي الرجل الذي كان يمسك بملف الإرهاب بطريقته الخاصّة هذا التغيير الكبيــــــر داخل الأسرة السعوديــة سوف يغير مجريات الأحداث في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بجماعات الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين"، وكذلك الجماعات المتشددة في مختلف دول العالم ومن الواضح بأن السياسة الأمريكية تسير في هذا الاتجاه، وتوجتها بدعم خروج بن نايف من الحكم وهو الأمير الذي يمثل آخر قلعة تحمي وتدعم الإسلام السياسي بمختلف مسمياته ولديه خبرة كبيرة، وجذور عميقة وعلاقات واسعة داخل وخارج الدولــة السعوديــة ورثها عن والده الراحل نايف بن عبدالعزيز. التوجه الأمريكي والخليجي متوافق على إلى إنهاء دور الجماعات المتطرفة التي (أرهقت العالم) وقطع الرؤوس الداعمة لها "سياسياً، واقتصادياً، وإعلامياً" الجميع يتابع التطورات السريعة للأحداث في منطقة الخليج؛ وكيف تجري الأمور من أجل تحجيم الدُور القطري في المنطقة والعالم؟ كذلك المُطالبة الخليجية والأمريكية بإيقاف "قناة الجزيرة" أو تغيير سياستها بالكامل وهذا ما سوف يحدث في القريب العاجل ليتم بعد ذلك توجيه سياستها ضد الأطماع الإيرانية، والتركية في الخليج. زيارة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي إلى السعوديــة لم تكن عفوية أبداً بل سبقها تنسيق كبيــــــر بين الجانبين العراقي والسعودي حيث وصل الطرفان إلى أرضية مشتركة يتم من خلالها بناء علاقات جديدة خالية من التدخلات وفرض الأيدلوجيات بعد أن زالت "الأسباب" التي وتّرت العلاقات لفترة من الزمن وهذا في رأي الكثيرين سوف ينعكس على الملف السوري واليمني ويخرج لنا بنتائج جيدة في المنظور القريب هذا الأمر أصبح واضح لدى القيادة السعوديــة ألجديدة التي لا تُرِيد أن تزيد التكاليف في الأموال، والأرواح وتتسع الأزمة الإنسانية في اليمــــن وسوريا وليبيا وترتفع معها الأصوات الإنسانية، والدولية المطالبة بمحاسبة المتسببين في تلك المأساة المروعة. الانعكاسات على الملف اليمني سوف تؤدي إلى إخراج حزب الإصلاح من دائرة الاهتمام السعودي، ويصبح الحزب في موقف لا يحسد عليه الأموال التي كانت تصرف من السعوديــة لقيادات قبلية وعسكرية تدعم جماعة إخوان اليمــــن "حزب الإصلاح" سوف تتوقف ومن المتوقع أن يصدر في حق تلك القيادات قرارات تضعهم في دائرة الداعمين" للإرهاب" حينها لم يبقى أمام القيادات الوسطية في حزب الإصلاح اليمني غير المستفيدة من الأموال (السعودية والقطرية) سوى الانسلاخ تماماً عن جماعة الإخوان المسلمين العالمية وتغيير كافة أدبياتهم والتحول إلى حزب سياسي يمني يحمل برنامج سياسي واقتصادي واضح بعيداً عن العمل الدعوي، والسري وغسل العقول " بالحاكمية وأطماع الخلافة" التغيرات الحالية والقادمة ليست في صالحهم، وعليهم المحافظة على من تبقى من قواعدهم حتى لا تجتثهم الأنياب الحادة وتسحقهم الأحزاب المعتدلة والمتمرسة في الحكم والعمل السياسي ومنها المؤتمر الشعبي العام الذي يحظى بقبول لدى دول الخليج والعالم! يتوقع المراقبون للأحداث الأخيرة أن تتغير سياسة المملكة العربية السعوديــة تجاه الملف اليمني تدريجياً حتى الوصول إلى وقف الحرب والتوجه نحو المصالحة الوطنية الشاملة وإعادة الإعمار وبناء الدولــة اليمنيـــة الحديثة.