عبدالله الصعفاني
ما الذي حدث في دماج بالضبط ..؟ ولماذا كل هذه الوجوه الخبرية المتضاربة رغم أن الأحداث على الأرض لا تتم في العادة من نسخ عديدة..؟ رحم الله زمناً مهنياً كان فيه الخبر مقدس والرأي حر.
• دونما مواربة.. الناس لا يريدون الانجذاب إلى مربع مذهبي أو سياسي بقدر ما يسألون ما هي حقيقة التهجير الذي شهدته منطقة دماج..؟
• السلفيون يقولون بأن التهجير تم قسرياً بعد أن قال لهم رئيس الجمهورية نفسه بأن الجيش لا يستطيع القيام بدوره الدستوري، والحوثيون يقولون بأن ذلك تم بصورة اختيارية فيما تتحدث لجنة الوساطة عن اتفاق وتراضٍ.. بل إن هناك من يردد بأن الحجوري غادر دماج بناء على اقتراح منه .
• أياً كان التفسير لما حدث فنحن أمام سابقة في منتهى الخطورة لا يُسأل عنها الحوثيون وحدهم وإنما أطراف عديدة تبدأ وتمر وتنتهي عند مؤسسات الدولة الافتراضية التي تكتفي من المواقف بإثبات أنها مجرد هيكل من اللزوجة .
• إذا كان الحوثي قد اشترط تهجير دماج فإنه يكون قد ارتكب خطيئة جسيمة من شأنها التأسيس لعمليات مشابهة لن يتحملها الناس فضلاً عن أنها ستترك ندوباً ورفضاً لفكرته التي استغلت هذا الفراغ بصورة دراماتيكية ..
• أما إذا كان هناك من السلفيين من قبل بالمغادرة القسرية فإنهم يكونون وقعوا في شراك خطط قوى محلية هي ذاتها التي خلطت أوراق المواجهات في صعدة فأخذت أبعاداً حزبية وقبلية تجاوزت طبيعة الصراع بين الحوثيين والسلفيين إلى استدراج وقع فيه الحوثي هو الآخر رغم ما يردده من أن المستهدف هم فقط من يسميهم بالتكفيريين الأجانب.
• أما ما هو غريب فهو أن يتم التهجير برعاية رئاسية ولجنة وساطة، وضمن صفقة استفاد منها حزب الإصلاح وفقاً لتفسير سيف العسلي الذي قال رداً على سؤال: فعلاً باعتبار أنهم كانوا يتبنون القتال مع السلفيين وفجأة يقبلون بهذا الصلح.
• وإلى أن يقيّض الله للشعب من ينقل له حقائق ما حدث بعيداً عن الهوى الحزبي والمذهبي الأخرق ينبغي التأكيد على حقائق وجوب أن يسعى جميع اليمنيين إلى وطن ينتصر للحقيقة ويقبل بالتنوع والتعايش بعيداً عن ترويع المواطنين بحوادث القتل والتشريد.
• هذا التفكك خطير وهذه الفتاوى التي وصلت حد مطالبة داعية سعودي بفرض الجزية على أتباع مذهب آخر.. ما يفرض التحذير من دعوات ومواقف وحروب تجعل من التفكك النفسي للناس أخطر من أي تفكك جغرافي.
• وأختتم بالسؤال: ماذا تعنيه أحاديث الانتشار العسكري في صعدة بعد أن وقعت الطوبة في المعطوبة وزاد عدد الضحايا لتزيد أرصدة المحرضين والممولين.