لنفترض أن الشعب الموسوم بالحكمة والطيبة والصبر هو الخصم في نظر حكومته.. لماذا لا تعمل الحكومة بالقول «لا تضع خصمك للحائط وتصر على محاصرته وإنما اترك له منفذاً»؟
· والذي يحدث في اليمن أن السلطات بمسمياتها الدستورية المعروفة تتعامل مع أوجاع الناس واحتياجاتهم الإنسانية بصورة تجعل المراقب يسأل باستنكار: هل حقاً تشكيل الحكومة وانتخاب أعضاء مجلس النواب وإنشاء مؤسسات القضاء تم لحل مشاكل اليمنيين أو لتعقيد حياتهم وتسويد معيشتهم؟
لا أريد بالسؤال الانسحاب إلى مربع سياسي، وإنما لأناقش حال سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية أوقعت المجتمع في أتون تداعيات ومتاهات التجاذب السياسي وأقبية البيات والخمول بشقيهما الشتوي والصيفي.
ولست في وارد الشلل الذي أصاب المحاكم والنيابات ورضي بالمظالم على مواطنين ومسجونين لم يسمع أحد صرخاتهم، وإنما مناقشة مواقف الحكومة والبرلمان تجاه شعب يئن ويتوجع ويصرخ فلا يلتفت إلى ما يعانيه أحد.
حتى وتردّي الخدمات وسوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية قد تسيّد المشهد، إلا أن جفاف الزرع وتساقط الثمر قبل أوانه بسبب غياب مادة الديزل وأزمة البترول والتهديد برفع أسعار المشتقات النفطية زاد الحياة تعقيداً، واختزل الإجابة على سؤال: هل حقاً الحكومة والبرلمان معنيان بحل مشاكل اليمنيين؟
حكومة يصل بها العجز والاستهتار حد الجمع بين تكرار إعلان عدم نيتها رفع أسعار الوقود وبين تغييبه أصلاً من محطات التموين، وبدلاً من أن تبادر إلى رفع الأسعار بما في ذلك من الأثقال على ما تبقى من كاهل التحمل ذهبت إلى رفع المشتقات النفطية من المحطات كطريقة فجة لإجبار المواطنين على القبول بالتجريع بتداعياته الخطيرة..
أما البرلمان فقد ملأ الدنيا ضجيجاً تحت القبة وأمام عدسات التصوير، لكنه لم يتخذ إجراء يثبت به بقايا عزم لممارسة دوره الرقابي والدستوري، ولم يسأل أعضاءه أنفسهم برجولة: هل يمكن أن تدور عجلة أي بلد بمثل هذا الأداء الهزيل للحكومة والبرلمان؟
ولا تسألوا عن سلطة الأحزاب، فلقد اكتفت من الدور بالتحريض على الفتن والمباهاة بعدد الشهداء والجرحى، ثم مكرت بالأحياء من الشباب مع أول منعطف.
@@@@
كشف في استقالته تلقيه تهديدات بالتصفية الجسدية
استقالة العميد العنسي وتشكيل لجنة رئاسية موسعة لوقف الحرب في عمران
.. صنعاء/عمران
شكَّل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، يوم أمس، لجنة رئاسية جديدة لوقف الحرب في محافظة عمران، بعد أن قدم رئيس اللجنة السابقة وممثل الحوثيين استقالتهما.
وقال مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية لـ«اليمن اليوم» إن رئيس اللجنة العميد الدكتور قائد العنسي قدم استقالته مكتوبة إلى رئيس الجمهورية، موضحاً فيها عدة أسباب كمبررات للاستقالة.
وأوضح المصدر أن من بين المبررات «عدم المصداقية في الالتزام بما يتم الاتفاق عليه من قبل طرفي الحرب، الحوثيين من جهة، وحزب الإصلاح وأولاد الأحمر وقائد اللواء 310 مدرع حميد القشيبي من جهة»، فضلاً عن تلقيه عدة تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل أطراف محسوبين على الطرف الأخير (الإصلاح).
وكان ممثل الحوثيين في اللجنة ذاتها، الشيخ صالح الوجمان، أعلن استقالته أمس الأول، مبرراً ذلك بوجود مساومة بين الإصلاح (الإخوان المسلمين) ووزير الدفاع.
وزاد: استقلت حتى لا أكون مساهماً في إراقة الدماء.
وأوضح المصدر الرئاسي بأن الرئيس وسَّع عضوية اللجنة الجديدة ويرأسها رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء جلال الرويشان.
ميدانياً، ساد عمران أمس هدوء نسبي، عدا مدفعية قصف بأربع قذائف على الحوثيين في جبال الجنات والضبر، شمال مركز المحافظة، ولم تتمكن الصحيفة من معرفة ما إذا كان هناك ضحايا من الحوثيين.
وقالت مصادر «اليمن اليوم» إن العشرات من المقاتلين الحوثيين وصلوا أمس عمران على متن قرابة ثلاثين سيارة وتوزعوا على جبال الجنات والضبر في شمال المدينة، وكذلك في قهال الحاشط جنوب المدينة.
وأضافت المصادر بأن أربعة أطقم للحوثيين تمركزت أمس على خط صنعاء- عمران لتأمين خط سيرهم من وإلى مديرية ثلا التي تعد قاعدة لهجومهم على مدينة عمران من الناحية الجنوبية، فيما وصل المئات من مقاتلي الإخوان ولواء القشيبي وانتشارهم في منطقة الجنات للتصدي والدفاع عن المقر الرئيسي لحزب الإصلاح في المحافظة، والذي بات على مرمى حجر بالنسبة للحوثيين.