فكري قاسم

في المقابل أيضا بقاء السلاح في أيادي الحوثيين خطر يغلي على مهل ، ونتائجه - في المستقبل- كارثية . 

على أن كل قطعة سلاح تتقارح خارج منظومة الجيش، هي في الأساس طلقة موجهة إلى رأس كل يمني يحلم بالأمن وبالسلام . ومن اللؤم استغلال انشغال الجيش في معاركه الدائرة مع القاعدة الآن، لتحقيق أهداف سياسية لجماعة الحوثيين في عمران . وحتى الأغبياء - بالمناسبة -  لا يحتاجون إلى معلومة تخبرهم بأن «عمران» محافظة يمنية ، مثل صعدة تماما ، وفيهما الاثنتين هناك قوى مبندقة تمارس الإيذاء الاجتماعي ، آخرها إغراق أهالي عمران في الظلام من قبل فتوات الحوثيين. 

كمواطنين نحلم بدولة مدنية ، لسنا معنيين بوضع المبررات لهذا الطرف أو ذاك بشأن حيازته للسلاح ، هناك جيش وطني من واجبه حماية الجميع . في الجيش قيادات تافهة ووضيعة بالتأكيد، لكن هذا لا يعني أن الجيش متاح لمعارك زعطان وفلتان .على أن إنهاك الجيش في حروب الصبيان هذه لا يبدو عملا سمجا فحسب ، بل أكثر من ذلك هو عمل يسرق من فاعليه التعاطف مع أي جهة  تقول إنها مظلومة وتمارس - وبشكل قوي- رذيلة الاستقواء بالسلاح وفي ظنها أنها تمارس فضيلة الاقتصاص الذاتي .

بالفعل كان الحوثيون أصحاب مظلمة ، وكان التعاطف معهم مسألة ضمير ، لكن درء الظلم بالظلم مروية سخيفة ولا تحتمل التعاطف من عاقل . وإجمالا  مافيش يمني مايعانيش من الظلم، كما وأن دماء الشهداء من الشباب والشيوخ والجنود الذين سقطوا في جميع الساحات خلال ثورة 11 فبراير المسروقة ، لم تكن « فيمتو»، ولا كانت « فدية» لتستقوي الجماعة الفلانية على الجماعة الأخرى ، بل كانت صرخات نبيلة لمظاليم خرجوا إلى الشوارع  يريدون خلاصا من نظام أنهك الطاقات في حروب أهلية لا أحد منتصر فيها ، ويطمحون بدولة مدنية لا عنتر فيها ولا شيبوب . 

الأمر طبعا لا يقتصر على عبدالملك الحوثي وصبيانه المبندقين فحسب .. عيال الأحمر ومن والاهم من صبيان الإصلاح هم الآخرون شأنهم بذلك شأن كل القوى المبندقة الأخرى ، جميعهم  يمارسون مهام تكسير المجتمع وتكسير الدولة، ويتحدثون عن مظلوميات تبرر لهم حيازة السلاح خوفا من الآخر . جننوا أهلنا بالآخر هذا ولا أعرف  للأمانة متى سيعقل هذا الآخر ، ولا متى سيخلصنا الله من حروب الصبيان هذه .  

منطقيا ، أمام كل هذه الفتوات المبندقة من جميع الأطراف ، الجيش اليمني لوحده على حق . نشتي دولة ، خلااااص يكفينا ديوَله ودماء تسفك في حروب هؤلاء الصبيان لهم أم الصبيان تشلهم ، قولوا آمين .