Friday - 09/09/2016 م الموافق 08 ذو الحجة 1437 هـ   الأرشيف   دخول   البحث  
   
الرئيسية
اخبار محلية
اخبار العالم
اقتصاد
كتابات
ترجمات
عن الموقع
اعلن معنا
راسلنا
 
آخر الأخبار     تطهير 3 مواقع في نهم.. وخسائر للمرتزقة في الجوف ومأرب     معارك عنيفة بالقرب من "المندب" و قتلى وجرحى بين المرتزقة وتدمير 3 آليات بقصف صاروخي ومدفعي     تصفيات بين المرتزقة في مأرب وخسائر جديدة في الجوف     نهم تلتهم زحوفـــــــاتهم     (18) غارة على صعدة و(9) على حجة     جولة ميدانية تفضح زيف انتصارات المرتزقة في تعز     القاعدة تنشئ معسكراً تدريبياً كبيراً في شبوة.. وتسلم "الوضيع" في أبين     نفى تلقيه أي مبالغ مالية من السعودية ..وزير المالية السابق زمام: لن أفرط في وطني ما حييت     طوفان بشري في العاصمة صنعاء والمؤتمر يدين الغارات الجوية على الحشود السلمية     تعز..حصاد رؤوس المرتزقة
د. عبد الله صلاح
(اُكرُظُهْ يا مُحُمَّد)

سلسلة من الطوابير الممتدة في الأفق البعيد تحيطني طوال الطريق.. سيارات وشاحنات تناضل وتجاهد في سبيل شربة تروي ظمأها الطويل من سائل ملعون وكافر. نعم هو نضال والتزام وانتظام يومي لو اقتدت به الحكومة لبلغنا درجة متقدمة من التحضر والإنتاج

ثمة تساؤلات وهواجس تنازع الذهن المشتت ما بين التحديق إلى الأمام وبين التفكير في طبيعة هذا الواقع المأساوي، وكيف لنا أن نتجاوزه والحكومة في غيبتها الكبرى لا تحس بما يحس به الإنسان اليمني ولا تعاني ما يعانيه؟! بل، كيف لنا أن نشفى من مرض ونحن نرفض الاعتراف بأننا مرضى من أساسه؟!. وكيف لنا أن نحدد طريق النجاة ونحن أيضاً في الأساس عميان؟!.

لا شيء هنا سوى اللعنات تتصاعد في الطرقات والشوارع، والشياطين تتنزل لتزرع الفتنة بين الناس البسطاء.. لا شيء سوى التساؤلات، كم من الخطايا تولد هنا، وكم من الأديان تعبد، وكم من الآفات تفتك بالشعب؟! وفي المقابل لا أحد هنا من الزعماء السياسيين أو من الدعاة المضللين والزائفين والمنافقين.. لا أحد، البتة، يرفع المصاحف لهؤلاء المقهورين كي يَهدَأ روعهم قليلاً، ويستمرون في الإصغاء إلى وعَّاظ السلاطين والكهان ممن يلوِّثون عقولهم ومشاعرهم

لماذا لا يصنع هؤلاء مثل (سقراط) حين يقرر أنه مثل أمه؟ فهي إن كانت تُخرج الأطفال من الأرحام فهو يخرج الأفكار من العقول التي يقترب منها ويستفزها في أسواق الحمير والبغال والبقر، ويخالط فيها الناس جميعاً، عقلاء ومعتوهين ومجانين، ليستمتع بلذة المعرفة والبحث والتأمل.. لماذا يتأفف هؤلاء الساسة من مخالطة العوام والنزول إلى ميادينهم وأسواقهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم؟.. إنه الإيمان بتضخٌّم الذات وحياتها اللاهوتية المحاطة بأسوار من الأوهام والخزعبلات والقداسات

لقد بلغ الاكتئاب بالناس في هذا الوطن اللعنة مبلغه، واتسعت دائرة الأحزان والآلام، وفقدوا اللذة وحب النساء، ومع هذا كله يطلُّ علينا رئيس الوزراء ليتحدث عن نفسه بـ(القوي) وهو أوهن من (كذبة إبريل).. ويتحدث عن حكومته بأساليب التهاويل والمبالغات، فإذا هي مثالية وصانعة الحريات والمعجزات، بل إنها ملهمة الشعراء والأدباء ومصدر قصص الحب والعشق والغناء والثراء والإبداع في جميع مجالات الحياة. إنه شعب محظوظ بحكومته الإنسانية الباكية والمبكية في تصرفاتها وأقوالها وأحاسيسها.

كم صفعات يحتاجها رأسي حتى يؤمن بالحكومة الفلتة؟ وكم مرات أسكب فيها الماء البارد على جسدي حتى أحس بخيرات ومنجزات هذه الحكومة؟ وكم كتاب من كتب الفلسفة والمنطق والفكر أحتاج لقراءته حتى أفقه ما يقوله الرجل وهو يتحدث عن نفسه وعن حكومته؟ أو أصدق أن هذه الحكومة هنا في اليمن الذي نستعر فيه بنيران الحرمان والمعاناة والحروب؟! كيف لي أن أؤسس لاحتمالات متعددة لحيز واحد؟ فقط وحده البكاء من يوقظ الناس فيه، والكآبة والأحزان والآهات من تسامرهم.. إذن، فأي توصيف يتناسب مع إرجاف الرجل وتصريحاته التي تتنافى جملة وتفصيلاً مع سياقات الواقع وما يعتمل فيه من خصومات وصراعات وحروب ومجاعات؟ وأي عنوان يصلح لفضح افتراءات رجل يبني حديثه على خرافات وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان؟!

 يا الله.. كلما التمست وصفاً نهرني العقل، ونهتني عنه المشاعر والعواطف لعجزه وتقصيره عن الوفاء بالغرض. هي الصدفة وحدها من ابتهج بالوصف والعنوان معاً، ذلك حين وقفت مُكرهاً بين الصفوف المتراصة لأستمع إلى حوار ساخن بين اثنين من ضحايا منجزات الحكومة، ممن يفترشون الطرقات ويلتحفون السماء، حين صرخ أحدهم في وجه صاحبه بعدما يئس من إقناعه برأيه، بقوله: (اكُرُظه يا مُحُمد) بضم الميم والحاء.. وهو مثل شعبي شائع يُطلق على من تحدثه طويلاً وتشرح له ولا يفهم عنك شيئاً، فرأيت في هذا المثل بحرفيته أكثر مناسبة ليكون عنواناً وتوصيفاً لرجل يصرخ الشعب بحرثه ونسله في وجهه (أن هلكنا) بسبب عجزك وفشل حكومتك، وهو متشبث بوهمه على أنه القوي، قاهر المعجزات وصانع المنجزات، الذي لا يشبهه سوى شخصية «علي سرجي»، الخرافية، التي قتلت ألفاً وأسرت ألفاً وأطلقت سراح ألف.

لا أدري أي واقع مأساوي ومعطل من الحياة كالذي نعيشه؟! وأي ظروف مادية وإنسانية ومعيشية واجتماعية أصعب وأسوأ من الظروف التي يعيشها الإنسان اليمني اليوم؟! وأي رعب وموت وجنون كالذي يطارده في الحارات والطرقات والشوارع وفي القرية والمدينة وفي كل مكان؟.. وأي.. وأي.. وأي؟  ومع ذلك، يظل الرجل موهوماً بقوته وفرادته وإنجازه، وكأن الشعب بكله أعمى وأصم وبدون إحساس.. لا أيها الواهم، هذا هو الواقع يرد عليك بلغته الشعبية البسيطة التي لا يعرف في خطابه سواها: (اكرُضُهْ يا مُحُمْد). أو (اكرظوه لا شعوب). ولا شك في أن الواقع أفصح منك لساناً وأصدق حقيقة، بل إنه الآية المعصومة من الخطأ، والإنجيل الصواب غير المحرف. فكيف يمكننا التشكيك فيه والتصديق بأقوال وأوهام تأتي من وراء جُدُر، أو تنبعث من بين سلاسل من الحديد.

تعليقات القراء
الاسم:
عنوان التعليق:
نص التعليق:
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم  شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين  من  انتحالـة  في التعليقات
 
فضيحة تربوية من طراز فريد
(9050 )
أما عصا صالح فلا تزال في المسب!!
(8959 )
مبادئ المؤتمر وهمجية الإخوان
(8952 )
اصفعهم يا كايدهم
(8866 )
توشك أن تقترب
(8805 )
الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة وهم
(8801 )
حشاشو العصر.. القصة الكاملة للإرهاب
(8769 )
وكلاء الله!
(8766 )
سأشتري سيكل
(8766 )
جار البسط على قدم و..وفاق !؟
(8742 )

أبو إرهابي وكذاب
(2)
تضامناً مع ذمار ..!!
(5)
الإعـــــلام
(1)
خصوم صالح وحزبه معروفون
(1)
المؤتمر الشعبي العام هل ينقذ الوضع الراهن؟
(1)
من رسائل التحرير
(1)
هل يتحرر الرئيس هادي ممن حوله ويدعو لانتخابات مبكرة؟
(2)
الهزيمة الباهظة
(3)
سفاهة لا أكثر
(1)
غربان "عدن"!
(1)
موضيع ذات صلة
 
عــــدن المحــــررة.. تنزف..!!
9/4/2016 4:06:19 PM
في الذكرى الـ17 لتجدد ميلاده البردوني وعباس الرافضي
9/4/2016 4:01:37 PM
كيف ينظر الأمريكان إلى حرب اليمن وتمددها في العمق السعودي
9/4/2016 3:43:52 PM
الحاج الذي سيهدم المملكة !
9/4/2016 3:39:54 PM
السعودية تعاني حالة تبلد ولا تواكب الأحداث
9/4/2016 3:34:41 PM
ماراثون السباق للسيطرة على اليمن
9/4/2016 3:31:36 PM
إلى الأمم المتحدة.. أثبتوا شرعيتكم إن كان لكم ذلك
9/3/2016 12:19:32 PM
عدن تعيش جريمتين في وقت واحد تجنيد شبابها كمُستأجرين والتضحية بهم للإرهابيين
9/3/2016 12:17:44 PM
تصرحات كيري (بالونات اختبار)
9/1/2016 11:34:51 AM
الشعب اليمني يكسر قواعد اللعبة الدولية
9/1/2016 11:23:00 AM
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ...
  جميع الحقوق محفوظة لليمن اليوم ©
 
تصميم وبرمجة