اليمن اليوم

تراجعت فعالية الحرب على الإرهاب، بسبب انشغال الرئيس ومساعديه العسكريين في مشاكل كثيرة، استجدَّت منذ بدأت تلك الحرب تحصد الإرهابيين وتدمر أوكارهم، ومعداتهم في أبين وشبوة، حيث أدَّت النزاعات المسلحة في عمران وبعض مديريات صنعاء، بين مليشيات حزب الإصلاح وحلفائه العسكريين من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، إلى إفراغ الجهد في المناطق المشتعلة الجديدة، في محاولة لحلِّ تلك المنازعات، بينما لا تظهر دلائلُ في الأفق تشير إلى أن الحل بات قريباً، بفعل التصعيد المستمر، بل أن المنازعات المسلحة بين الطرفين امتدت في هذه الأثناء إلى محافظة الجوف، حيث يقف تنظيم القاعدة جنباً إلى جنب مع حزب الإصلاح المسنود باللواء 115 الذي سيطر عليه منذ بداية أزمة 2011، في مواجهة الحوثيين.. ولذلك لم تأتِ لجان مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن بأي جديد عندما أكدت، يوم الخميس الماضي، أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال يعتبر خطراً على هذا البلد، وكان حديثها عن وجود علاقات "محتملة" بين تنظيم القاعدة وتمويله، وبين أفراد وجماعات تعرقل التسوية السياسية في اليمن، من قبيل الإشارة إلى طرف سياسي معروف، سبق وأن صُنِّف بأنه "مجموعات مسلحة أخرى" تتقاتل مع الحوثيين في عمران. يبدو أن رئيس الجمهورية حريص على إطفاء الحرائق على مهل، ولا يرغب في تحديد موقف من المعرقلين، وكشف علاقاتهم بتنظيم القاعدة، لكي لا يزجّهم في نزاع مع مجلس الأمن يزيد من تعقيد التسوية السياسية التي باتت معقدة أكثر منذ خروج المتحاورين من مؤتمر الحوار إلى جبهات القتال مباشرة.. لكن لا يبدو أن هذا الحرص وتلك الرغبة محل تقدير المتحاربين.. اللجان المعنية بتنفيذ الاتفاقات المبرمة بين حزب الإصلاح والحوثيين معاقة تقريباً، واللجنة الرئاسية لم تحدد موقفها من معيقي تطبيق الاتفاق، ولجان مجلس الأمن تبحث الفروض والاحتمالات، والرئاسة (تحرص، ولا ترغب).. وفي هذه الأثناء تتوسع الحرب إلى الجوف، ويراد لها التمدُّد نحو حجة ومأرب لتخرج عن السيطرة، خاصة مع انضمام مقاتلي وانتحاريي تنظيم القاعدة وقوات عسكرية غير منضبطة، إلى جانب مقاتلي حزب الإصلاح بشكل علني في مواجهة الحوثيين الذين سيبررون حربهم بأنها ضرورة دفاعية أمام هجوم تكفيريين، وقوات عسكرية غير منضبطة، في إشارة إلى اللواء 310 في عمران، واللواء 115 في الجوف، خاصة وأن هذا الأخير قد تحرك بعد رسالة تهديد وجَّهها قبل أيام اللواء علي محسن الأحمر إلى الحوثيين.