اليمن اليوم

يتَّجه الموسرون هذه الأيام إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة.. الكثير منهم يفعلون هذا كلَّ عام، كونها العشر الأواخر التي قد يوفَّقون فيها بليلة القدر.. لو تفقَّدوا جيرانهم لوجدوا بينهم مساكين لا يجدون كسوة العيد، ولا يمتلكون ثمن دجاجة يتحلَّقون حولها يوم العيد، ولكان فعلهم هذا أعظم عند الله من ألف عمرة، فقد قال النبي الأعظم، صلى الله عليه وآله وسلم: والله لا يؤمن، وردَّدها ثلاثاً، قالوا من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعاناً وجاره جائع. تقفُّد الجار يدخل ضمن الإيمان بالله، وقد تحدَّث النبي الأعظم بهذا ليضع ضماناً اجتماعياً للفقير من حق الغني، كي لا يجوع أحد ولا يتسوَّل أحد، وأكَّد على أن الصدقة فعلٌ سرِّي إلى حدِّ أن لا تعلم يمينك ما أنفقت شمالك، وفي ذلك ضمان لعدم إراقة ماء وجوه الفقراء والمحتاجين.. هؤلاء الموسرون، حين يذهبون لأداء العمرة وبجوارهم طفلٌ سيطلُّ عليه صبح العيد دون ثوب جديد، يبدون كمن يحمل دلو ماء ويسقي به عمود إنارة.. والكثير منهم يمتلكون من المال ما لم يمتلكه قارون، لكنهم لم يفكروا يوماً بكفالة يتيم، رغم أن كفالة اليتيم لن تكلِّفهم طوال العام ما ينفقونه في عمرة واحدة.. ويكفيهم أن يتذكروا قول الصادق الأمين: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. اذهبوا أيها الموسرون إلى دور الأيتام، وليأخذ كلٌّ منكم يتيماً ليكفله، واذهبوا إلى الجولات لتروا كم من الأطفال والعجزة فيها، وحاولوا ألَّا تغلقوا زجاج سياراتكم أمام أيديهم الممدودة وأفواههم الجائعة، فكفالة اليتيم وإطعام الجائع كبيرة عند الله، وستساهمون بهذا العمل في الحد من الضياع والتخفيف من نسبة الجريمة.. فهل أنتم فاعلون؟