Thursday - 08/09/2016 م الموافق 07 ذو الحجة 1437 هـ   الأرشيف   دخول   البحث  
   
الرئيسية
اخبار محلية
اخبار العالم
اقتصاد
كتابات
ترجمات
عن الموقع
اعلن معنا
راسلنا
 
آخر الأخبار     تطهير 3 مواقع في نهم.. وخسائر للمرتزقة في الجوف ومأرب     معارك عنيفة بالقرب من "المندب" و قتلى وجرحى بين المرتزقة وتدمير 3 آليات بقصف صاروخي ومدفعي     تصفيات بين المرتزقة في مأرب وخسائر جديدة في الجوف     نهم تلتهم زحوفـــــــاتهم     (18) غارة على صعدة و(9) على حجة     جولة ميدانية تفضح زيف انتصارات المرتزقة في تعز     القاعدة تنشئ معسكراً تدريبياً كبيراً في شبوة.. وتسلم "الوضيع" في أبين     نفى تلقيه أي مبالغ مالية من السعودية ..وزير المالية السابق زمام: لن أفرط في وطني ما حييت     طوفان بشري في العاصمة صنعاء والمؤتمر يدين الغارات الجوية على الحشود السلمية     تعز..حصاد رؤوس المرتزقة
د. عبدالرحمن أحمد ناجي
الفساد الأعظم بلا منازع
 إن أردنا رؤية فساد يسير على قدميه بأعظم ما يمكن تخيُّله من شموخ وكبرياء ودون أدنى مبالغة أو شطط، فليس هناك أكثر من الفساد الذي يمارسه الآباء والأمهات – دون تعمُّد أو سابق إصرار وترصد وبعفوية وحُسن نية بالتأكيد – والدولة معاً بحق أبنائنا الطلاب في كل المؤسسات التعليمية والتربوية التي نفاخر بأنها باتت إحصائياً منتشرة في كل موضع جغرافي في (اليمن)، بدءًا من الحضانة مروراً بالتعليم الأساسي فالثانوي، وتتعاظم الكارثة الفادحة بحصاد ذلك الفساد في التعليم الجامعي ومخرجاته . فذلك فسادٌ يُلقي بظلاله القاتمة على المستقبل، ويتم جني ثماره المرعبة على المدى الطويل على مستوى الوطن بأكمله، ويبدأ سيناريو ذلك الفساد ويتحمل مسئوليته الآباء والأمهات منذ الثانية الأولى التي يلج فيها أبناؤهم الحضانة أو الصف الأول من التعليم الأساسي، لأنهم رغم فرحتهم الغامرة وابتهاجهم وهم يرون أقدام فلذات أكبادهم تسير بهم صوب أولى درجات السُلَّم التعليمي، إلا أنهم (بعفوية ودون تعمد كما أسلفت) لا يقومون بتعريف أبنائهم بالسبب الوحيد الذي من أجله يتحملون مفارقتهم وابتعادهم عن ناظريهم خمس ساعات على الأقل كل يوم ولسنوات متعاقبة قد تزيد عن الأربعة عشر عاماً، لا يهتمون بإرشادهم عن الهدف من إلحاقهم بالمدارس، كما أن المدرسين بالصفوف الأولى من السلم التعليمي (وهي الأخطر في حياة أي إنسان) لا يرون أن من واجبهم في الساعات الأولى من إدماج تلك البراعم الناعمة الغضة الطرية في المجتمع الدراسي القيام بتعريفهم بالهدف الذي من أجله تركوا بيوت آبائهم وانتظموا في مقاعدهم الدراسية في الفصول التي يتواجدون بها، وهو أمر بالغ الأهمية طالما أن أولياء أمورهم قد وضعوا في ذمتهم أمام الله أمانة الأخذ بأيديهم شيئاً فشيئاً وصفاً بعد آخر حتى تصبح عقولهم وأفئدتهم جاهزة للالتحاق بالحياة خارج أسوار تلك المؤسسات التعليمية، كأفراد إيجابيين صالحين مفيدين لأنفسهم أولاً ولأسَرِهِم ثانياً ولوطنهم ثالثاً. فجهل الطالب وعدم إدراكه للهدف المنشود من التحاقه بالمدرسة، أو تحريف ذلك الهدف وعدم إدراكه أصلاً لدى أولياء الأمور والمدرسين أنفسهم، هو بداية ومنطلق الفساد المستشري للأسف الشديد، لأن التلقين الخطأ للطالب (إن حدث) أو استمرار استنتاجه التلقائي الخطأ أيضاً (في كثير من الأحيان) بأن الهدف من سيره يومياً صوب مدرسته هو النجاح لكي يضمن الانتقال والارتقاء للصف الدراسي الأعلى، فذلك خلط قاتل لا يُغتفر بين ماهية الهدف والوسيلة الكفيلة بتحقيقه، فالهدف من الالتحاق بالمدارس هو تلقي العِلم والمعرفة وليس هناك أي هدف آخر، ووسيلة تحقيق ذلك الهدف هو النجاح في كل مستوى دراسي للاستمرار بتلقي المزيد من العلوم والمعارف في المستوى الدراسي الذي يليه . ولو استطعنا غرس هذا الهدف في عقل ووجدان كل أطفالنا منذ التوجه بهم لليوم الدراسي الأول في حياتهم، والتأكيد على أن هذا هو الهدف الوحيد المرجو وليس هناك من هدف آخر سواه، وإزالة أي لبس لديهم فيما يتعلق بهذا الأمر، والاستمرار في ذلك إلى أن نطمئن تماماً بأن ذلك الهدف قد ترسخ وتجذَّر لديهم، سنضمن حينئذٍ أنه لن يكون للغش في الاختبارات أي معنى أو مبرر، بل أن ذلك كفيل بالقضاء تماماً على هذه الظاهرة ومحوها من الوجود؛ لأن الغش يعني ببساطة شديدة أن الطالب قد خلط بين الهدف والوسيلة، فصار هدفه النجاح بأي ثمن بما يضمن له القفز غير المشروع للمستوى الأعلى فقط، دون أن يكون قد حقق الهدف من التحاقه بصفوف الدراسة بالاجتهاد والمثابرة لتحصيل العلم والمعرفة، وطالما صار الهدف لديه هو النجاح فلن يتردد أو يتورع عن انتهاج أي وسيلة لتحقيق ذلك الهدف، فتترسخ لديه القاعدة المكيافيللية الوصولية الشهيرة المنحرفة بأن (الغاية تبرر الوسيلة) . ليس تسطيحاً ولا تضخيماً ولا مبالغةً القول بأن هذا الأمر رغم أنه قد يبدو للكثيرين يسيراً هيناً وليس بتلك الخطورة التي تجعلني أزعُم بأن عدم التنبه إليه يجعله الفساد الأعظم بلا منازع، ولنحاول في الأسطر القليلة القادمة تسليط الضوء على بعض الآثار الأخرى المترتبة على التمكن من غرس الهدف الوحيد من إلحاق الطفل بمدرسته في قلبه وعقله، فما أعظم وما أروع أن يدرك الطفل أن كل درس يتلقاه من معلمه هو بمثابة لبنة (طوبة) تضاف إلى بناء علمي يشيده حصة بعد حصة ويوماً بعد يوم وعاماً بعد عام، وبالتالي فإن عليه فهم واستيعاب كل معلومة ينطقها معلمه ولا يسمح له بتجاوزها إلى معلومة أخرى قبل أن يتحقق له ذلك، هنا سيصبح النجاح تحصيل حاصل ومضمون لأنه الوسيلة لتلقي المزيد من العلوم والمعارف كما أسلفت، ولن يكتفي الطالب بالنجاح فقط بل سيكون متطلعاً للتفوق والتميُّز . إن الحرص الشديد على أن يكون أبناؤنا متعطشين لاغتراف المزيد والمزيد من العلم والمعرفة، وتحويلهم إلى متفانين لتحقيق هذا الهدف برضا كامل وقناعة تامة، سيجعلهم حريصين على التسابق إلى مدارسهم دونما كسل أو تراخٍ، وسيوفر على الآباء والأمهات الكثير من الجهد والعناء والمشقة المبذولين يومياً لإجبارهم على الاستيقاظ من منامهم، وتهيئتهم بالإكراه للتوجه لمدارسهم مضطرين غير شغوفين ولا راغبين بتحريك أقدامهم لتسير بهم صوب تلك المدارس، وستتحول العملية التعليمية إلى مُتعة غامرة منقطعة النظير ولذة لا حدود لها، وسيعمل ذلك بالتأكيد على تقويض أسلوب التلقين العقيم المعتمد على المعلمين والذي مازال متفشياً كالوباء في واقعنا التعليمي الأليم، فهو سيجبر كل معلم على بذل أقصى جهد ممكن لتقديم العلم بطرق متعددة، طالما كان تلميذه مُصراً على فهم واستيعاب كل ما هو وارد في بطون الكتب المقررة عليه . ومازلت أتذكر إحاطة عدد من الأكاديميين والطلاب حول أستاذي البروفيسور/ عبدالعزيز السقاف (رحمه الله) عند عودته من اليابان بعد أن قام بالتدريس هناك في أحد الفصول الصيفية، طالبين منه التفريق بكلمات محدودة بين الطالب (اليمني) والطالب (الياباني) من خلال تجربته في تدريس النموذجين، فأذهلني رده: أن الطالب الياباني كان يطارده بعد المحاضرة من ممر لممر وحيثما وجده باحثاً عن المزيد من المراجع حول موضوع المحاضرة، بينما الطالب اليمني يطارده بحثاً عن ما هو محذوف بالمادة، لقد لخص أستاذي الفارق بين حضارتين وبين ثقافتين متباينتين جذرياً، فهناك طلاب علم، وعندنا طلاب درجات ومجرد نجاح . كل ما تقدم ليس حلماً بعيد المنال، ولا شطحات مجنون، ولا قفزاً على واقع يستحيل تغييره، ولا كلام جرايد للاستهلاك وتعبئة المساحات الفارغة بها، لكنها رؤية واقعية لما ينبغي أن يكون عليه الحال، وجرس تنبيه وإنذار لأمر ربما بدا تافهاً ولا يستحق الذكر لكنه في تقديري في غاية الخطورة، ولا يتطلب تنفيذه أكثر من تضافر وتكاتف وتكامل جهود كل مكونات المجتمع لتحقيقه بعزم أكيد وإرادة فعلية ونوايا مخلصة لله لا تلوثها تشوهات السياسة، ولنفكر ولنتأمل في كل ما تقدم.
تعليقات القراء
الاسم:
عنوان التعليق:
نص التعليق:
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم  شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين  من  انتحالـة  في التعليقات
 
فضيحة تربوية من طراز فريد
(9050 )
أما عصا صالح فلا تزال في المسب!!
(8959 )
مبادئ المؤتمر وهمجية الإخوان
(8952 )
اصفعهم يا كايدهم
(8866 )
توشك أن تقترب
(8805 )
الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة وهم
(8801 )
حشاشو العصر.. القصة الكاملة للإرهاب
(8769 )
وكلاء الله!
(8766 )
سأشتري سيكل
(8766 )
جار البسط على قدم و..وفاق !؟
(8741 )

أبو إرهابي وكذاب
(2)
تضامناً مع ذمار ..!!
(5)
الإعـــــلام
(1)
خصوم صالح وحزبه معروفون
(1)
المؤتمر الشعبي العام هل ينقذ الوضع الراهن؟
(1)
من رسائل التحرير
(1)
هل يتحرر الرئيس هادي ممن حوله ويدعو لانتخابات مبكرة؟
(2)
الهزيمة الباهظة
(3)
سفاهة لا أكثر
(1)
غربان "عدن"!
(1)
موضيع ذات صلة
 
عــــدن المحــــررة.. تنزف..!!
9/4/2016 4:06:19 PM
في الذكرى الـ17 لتجدد ميلاده البردوني وعباس الرافضي
9/4/2016 4:01:37 PM
كيف ينظر الأمريكان إلى حرب اليمن وتمددها في العمق السعودي
9/4/2016 3:43:52 PM
الحاج الذي سيهدم المملكة !
9/4/2016 3:39:54 PM
السعودية تعاني حالة تبلد ولا تواكب الأحداث
9/4/2016 3:34:41 PM
ماراثون السباق للسيطرة على اليمن
9/4/2016 3:31:36 PM
إلى الأمم المتحدة.. أثبتوا شرعيتكم إن كان لكم ذلك
9/3/2016 12:19:32 PM
عدن تعيش جريمتين في وقت واحد تجنيد شبابها كمُستأجرين والتضحية بهم للإرهابيين
9/3/2016 12:17:44 PM
تصرحات كيري (بالونات اختبار)
9/1/2016 11:34:51 AM
الشعب اليمني يكسر قواعد اللعبة الدولية
9/1/2016 11:23:00 AM
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ...
  جميع الحقوق محفوظة لليمن اليوم ©
 
تصميم وبرمجة