اليمن اليوم

يشار إلى جامعة الإيمان، رئيسا، وشيوخا، ومنهاجا دينيا، ومنهجا مصاحبا، بوصفها مفرخة للإرهاب، ومعروف أن كثيرا من الإرهابيين اليمنيين والعرب والأجانب الذين اشتهروا بوقائع إرهابية، مروا بهذه الجامعة، أو تخرجوا منها.. ونقول"كثير"، ولا نعمم. رئيس هذه الجامعة، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، سئل سؤالا خجولا حول هذا الموضوع، من محاوره في قناة اليمن الفضائية، منتصف هذا الشهر، فقال كلاما راوغ فيه، وتهرب، ووقع في حرج هرب منه بالتلبيس.. من حيث المبدأ تضمن رده اعترافا غير مباشر، بأن متخرجين من الجامعة نفذوا عمليات إرهابية.. وهو لا ينطق كلمة إرهاب، بل يستخدم كلمات مثل: أخطأ، واقترف.. قال الزنداني إنهم في جامعة الإيمان يجب أن يسألوا، ويحاسبوا، حول منهج الجامعة، وما يقدمونه للطلاب فيها، ولا يسألوا، ويحاسبوا عن تصرفات طلابها، فمن يخطئ منهم يكون مسئولا مسئولية شخصية عما اقترفه، فالجامعة ليست مسئولة عما اقترفه أي طالب درس فيها! ولو قيل للزنداني: عندما يقترف طلاب الجامعة تلك العمليات الإرهابية التي تسميها أخطأ، أفلا يعني ذلك أن هؤلاء الذين هم من مخرجات جامعة الإيمان، أثر فيهم منهاج الجامعة وما تقدمونه لطلابها، فتحولوا إلى إرهابيين، أو مقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي ضد الجيش، وقد قتل كثير منهم في معارك أبين وشبوة وصعدة والجوف وأرحب؟.. فسوف يكذب الشيخ الزنداني، ويراوغ، ويدلس، ويلبس، فهو داهية في التلبيس كما وصفه الشيخ مقبل الوادعي، الذي فاق الزنداني في التلبيس.. يقول إن منهاج جامعة الإيمان، وما يقدمه لطلاب جامعة الإيمان، ليس هو الذي حول هؤلاء الطلاب إلى إرهابيين.. حسنا، إذا كان الأمر هكذا، فمن الذي أحدث هذا التحول إذن، ولماذا هذه قاعدة –تقريبا- بالنسبة لجامعة الإيمان؟ ففي منهج جامعة مثل جامعة صنعاء، أو جامعة عدن، وما يقدم لطلابهما، لا يفرز مثل هذه المخرجات، وإذا حدث أن طالبا درس في أي من الجامعتين، ثم صار إرهابيا، فهو استثناء من القاعدة.. ومن جهة أخرى، هل تعتقدون أن تبريرات الزنداني مستساغة، عندما يقول مثلا: إن ما يقترفه طالب جامعة الإيمان، يتحمل الطالب المسئولية عنه، والجامعة ليست مسئولة عما اقترفه؟.. هذا يشبه قول القائل: رماه في اليم، ثم قال له: إياك، إياك أن تبتل بالماء! فأنت تشحنه بثقافة التطرف، وتخضعه لذلك الشحن ست أو أربع سنوات، في مكان معزول عن المجتمع، ثم تقول: لست مسئولا عن تصرفاته.. عن خطئه.. وما اقترفه؟