اليمن اليوم

قلت للطالبة التي قدمت من الريف لأداء امتحانات الثانوية العامة في العاصمة: هاه كيف كانت الامتحانات؟
• قالت مدفوعة بالغضب من سوء العملية التعليمية في الريف وتماهي المراقبين مع الغش في اللجان: أنا لا أتوقع شيئاً..وواصلت حديثها : تصدقوا بالله لقد سمحوا لنا بالغش من الكتب، ومع ذلك كانت هناك صعوبة في الحصول على الإجابات الصحيحة في الوقت القانوني.. وواصلت حديثها الصادم: بعدها قدموا لنا الأسئلة والإجابات مكتوبة .
• بالمقابل اشتكى طلاب وطالبات مجتهدون من سوء النسب التي حصلوا عليها بالقياس إلى مراكز امتحانية جرى فيها الغش الفاضح برقوق برقوق يا أهل السوق..
• طلبة متوسطو الذكاء طلعت عيونهم وعيون أهاليهم حتى حصلوا على نسبة السبعينات التي تضعهم أمام محك معقّد في التنافس على دخول بعض الكليات وآخرين حصلوا على التسعينات لمجرد أنهم حصلوا في مراكز امتحانية على أجوبة نموذجية على الأسئلة ،ولم يكن عليهم من مهمة أكثر من الاهتمام ما استطاعوا بالخط القابل لقراءة المصححين.
• هذا الوضع أصاب أعداد كبيرة بالإحباط الشديد وفي المقدمة الذين صدقوا الشطر الشعري ..من طلب العلا سهر الليالي .. فيما حصد آخرون نسباً إما ببركات التسريب وإما بوقوعهم في لجان بلغت الرحمة في القائمين عليها درجة تعذيب الأخلاق والتمثيل بالأمانة والإساءة إلى وطن ودين ومروءة حيث لا مساواة في العدل ولا مساواة في الظلم.
• وهنا فإن لنا جميعاً أن نتصور أي تأسيس للمستقبل القادم عن طريق مثل هذا التعليم وأي رسائل مشوهة نعلمها لرجال وأمهات المستقبل وهم يرون مراقبين يساعدونهم على الغش وتزييف النتائج ،وكيف للمجتهدين أن يتخلصوا من العلل والأوجاع النفسية وهم يرون المهمل والبليد يحصل على نتيجة محترمة فيما يجدون أنفسهم خارج المنافسة استباقاً. • وإذا صح القول أن وزارة التربية والتعليم بصدد إلغاء المنح للعام الدراسي الفائت بسبب الغش الفاضح وكثرة المعدلات المرتفعة للسبب المذكور أعلاه فإن البديل عن إلغاء المنح هو إجراء اختبار قبول آخر للمتقدمين للمنح بشرط أن لا نجد أنفسنا أمام محسوبية وغش آخر . • كان الغش كبيراً وفاضحاً ولا يوازيه إلا انتحار الأمانة عند من سربوا أسئلة الامتحانات.. وما يزال الإحباط كبيراً من عملية تعليمية كانت فاسدة في الازدحام والتلقين وضعف كفاءة المعلم وسوء المنهج وذهاب جزء كبير من الميزانية لإداريين ومعلمين غائبين وابتعاد عن المتغيرات المعرفية والتكنولوجية فصارت العملية التعليمية فاسدة تعليمياً وتربوياً وأخلاقياً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.