اليمن اليوم

ليس للعناد موقع في نفوس الشعب، حتى لو جاء تحت عمامة الدولة.. ولذلك فالدولة الافتراضية بحاجة لمراجعة حساباتها وهي تحاول قراءة وتوظيف وتوصيف ما يجري على الأرض اليمنية من أحداث.
• وبالواضح، يبدو الحديث المكرر عن أن الجمهورية في خطر غير منسجم مع الوعي الجمعي الذي لم يعد يهمه سوى وجود دولة تفرض العدل والسوية في نظرتها إلى الرعية.
• وعندما يرفع الناس عقيرتهم مما أوقعته جرعة رفع أسعار المشتقات النفطية فإن الموقف الحكومي المسؤول لا يتم بزرع البكاء على لبن الجمهورية المهدد بالانسكاب على أرصفة الاحتشاد والمخيمات التي تقرع أبواب أم الأرياف والمدائن، وإنما بالإجابة على المعلق من الأسئلة حول ما بعد واقعة الجرعة..
• لقد تعرض المزارعون إلى ضربة موجعة وكذلك صيادو الأسماك، ولم تعد المواطير تجدي نفعاً لتعويض الغياب الفاجر للكهرباء بسبب مضاعفة سعر البترول والديزل، ولقد انعكس القرار القاسي على كل التفاصيل في الحياة، حيث صارت تكلفة النقل مبرراً لإشعال أسعار كل شيء.. السلعة والخدمة، وحتى المشاعر الإنسانية.
• إن الأجدى من التباكي على الجمهورية هو إعادة قراءة أهداف الثورة اليمنية التي قامت الجمهورية من أجلها، حيث ليس بعد التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما إلا إقامة الحكم الجمهوري العادل وإزالة الفوارق والامتيازات، وبناء الجيش الوطني القوي، ورفع مستوى الشعب في مختلف الجوانب، وهو الذي ما يزال الشعب ينتظره.. ليس بالجرعة، وليس بهذا الاستبسال في الحفاظ على حكومة ثبت فشلها محلياً وحتى خارجياً.
• مشكلة ناس هذا البلد المنكوب بكبار القوم الذين يلعبون بالنار ويغردون خارج تطلعات الناس ويرفضون أن لا تكون الجرعة القاتلة سوى جرعة محدودة وضمن حزمة إصلاحات مع إيضاحات على تساؤلات أين ستذهب فوارق الأسعار، وأين تستقر مساعدات المانحين، وأين هي المواقف الحازمة الحاسمة من الفاسدين؟ • لم يعد مقبولاً أن تكون دقة الشارع في كوكبان فيما الرقص في ذمار، بقدر ما المطلوب معالجة أي نقص في الموارد وإيقاف سوء إدارتها.. مطلوب حكومة تُعلي من معايير النزاهة والكفاءة وتنتصر للعقل والمنطق عند النقاش حول القضايا المثارة.
• ويا فخامة الرئيس، اعطِ مستشاريك إجازة غير منقوصة الحوافز والمكاسب، وتحسَّس ماذا يقولون في الشارع ومما يشكون، وستعرف أن المطلوب هو اصطفاف مختلف يرفع عن الشعب أسواط الفساد ونيران الجرع، وحينها ستكون قد وضعت النقطة تحت الحرف وكسبت رضا الله في السماء ورضا شعبك في الأرض.