اليمن اليوم

ي مبدئيا؛ لم تعد الحياة تتقبل حقاً في السلطة قائما على أساس المفاضلة بين "الحيوانات المنوية"، سلباً أو إيجاباً.. باتت العنصرية "العرقية" ورقة سياسية سخيفة ومهترئة.. وبشكل خاص بعد إطلالة "أوباما"، من نافذة البيت الأبيض، ما جعل من إمكانية إطلالة أحد المهمشين "الأحرار السود" على منبر الرئاسة في اليمن، أمراً ممكناً..! لا أقصد "ممكناً" الآن، القضية مرهونة بتحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية.. جذرية ونوعية باتجاه الحرية والتحديث.. السياسة محكومة بالواقع، والواقع اليمني ما يزال محكوماً بوعي أو بدون وعي بـ"العنصرية العرقية".. في السنوات الثورية الأخيرة حضرت العرقية بشكل مقزز وقذر، ربما منذ البدء، على حساب القضايا الشرعية للشعب والاحتياجات الحقيقية للبلاد.. نزع النسب الشريف "الأحمر" عن "الرئيس صالح"، ورده إلى أصله المتواضع "عفاش"، طُرح كحجة بالغة على عدم استحقاقه للرئاسة، وكمبرر كافٍ، لنزعها عنه، وإلقائه إلى "حيث ألقت رحلها أم قشعم".! كل خطاب يلقيه السيد عبدالملك الحوثي. يثير موجة من الانتقادات تخلو في معظمها من مقاربات حقيقية لرؤيته السياسية أو تحليلات موضوعية لخطابه.. ولأنهم شاركوا الرئيس صالح في كل الثغرات الحقيقية والأخطاء الموضوعية في تجربته في السلطة لأكثر من ثلاثة عقود، ترك خصومه كل أخطائه وأخطائهم الموضوعية.. وركزوا بعنصرية على أصله الـرعوي الـ "متواضع".! ولأنهم يشاركون الآن الحوثي في الطبيعة الجوهرية للخطاب السياسي، القائم على الإسلام السياسي، وبشكل أقدم وأكثر فداحة، يتركون كل الثغرات الدوغمائية التي تحفل بها خطاباته، ويركزون في الأغلب على نسبه الهاشمي! لم يستنكف الرئيس "عفاش" من أصله القبلي، وحتى الآن لم يزايد الحوثي بنسبه الهاشمي، وفي كل حال، لا النسب القبيلي البسيط لعفاش، ولا النسب الهاشمي للحوثي، كانا أو يمكن أن يكونا هما مشكلة بأي شكل وعلى أيّ مستوى، طالما لم يراهن أيّ منهما على نسبه في الصراع السياسي..! الأطراف التي تلعب بالورقة العنصرية العرقية هي المشكلة، وهي تعرف جيداً، أن القضية قضية تدافع مصالح في الحياة السياسية، لا قضية حيوانات منوية، ومع ذلك تصر على ممارسة اللعبة السياسية بعيداً عن قواعد اللعبة، وبأوراق منتهية الصلاحية ..!