Thursday - 08/09/2016 م الموافق 07 ذو الحجة 1437 هـ   الأرشيف   دخول   البحث  
   
الرئيسية
اخبار محلية
اخبار العالم
اقتصاد
كتابات
ترجمات
عن الموقع
اعلن معنا
راسلنا
 
آخر الأخبار     تطهير 3 مواقع في نهم.. وخسائر للمرتزقة في الجوف ومأرب     معارك عنيفة بالقرب من "المندب" و قتلى وجرحى بين المرتزقة وتدمير 3 آليات بقصف صاروخي ومدفعي     تصفيات بين المرتزقة في مأرب وخسائر جديدة في الجوف     نهم تلتهم زحوفـــــــاتهم     (18) غارة على صعدة و(9) على حجة     جولة ميدانية تفضح زيف انتصارات المرتزقة في تعز     القاعدة تنشئ معسكراً تدريبياً كبيراً في شبوة.. وتسلم "الوضيع" في أبين     نفى تلقيه أي مبالغ مالية من السعودية ..وزير المالية السابق زمام: لن أفرط في وطني ما حييت     طوفان بشري في العاصمة صنعاء والمؤتمر يدين الغارات الجوية على الحشود السلمية     تعز..حصاد رؤوس المرتزقة
د. عادل الشجاع
(جدائل صعدة) رسائل سطحية أسميت رواية

 وقفت على كتاب مكتوب على غلافه ((رواية جدائل صعدة)) وحين قرأته لم أجد سوى رسائل بين امرأة من صعدة مضطربة الاسم، تارة تسمى نفسها إيمان وتارة أخرى زينب، وبين الكاتب "مروان الغفوري". رسائل تبني الضجر وتدفع قارئها للتحسر على الوقت الذي خسره في قراءتها. يبدو أن الغفوري اعتقد أن كتابة الرواية عمل ترفي فلجأ إليها بحثاً عن الشهرة. إيمان التي تدور الحكاية حولها والتي اختلقها الكاتب تبدو شخصية مستعارة ليس لديها هوية، فهي تقول ((أنا فتاة من محافظة صعدة. اسمي إيمان، وهذا مجرد اسم مستعار)) صـ9 وفي صـ 235 تقول: (اسمي ليس إيمان. أنا زينب التي انهمرت الكلمات من شفتيها عندما رأتك من شرفة أحلامها)). وفي صـ204 تقول ((قال لي حسن مساء ذلك اليوم: لا تخافي يا إيمان. أنت قوية، والله يحبك)) هذا حسن أخو إيمان يناديها باسمها الحقيقي، فلماذا إذن هذا الاضطراب بالاسم؟ أعتقد أن اضطراب الكاتب وعدم تمييزه بين الحكاية والرواية أدى إلى هذا الاضطراب. واضح أن الرسائل جميعها من طرف واحد، هو الكاتب الذي لم يكتب عن واقعه ولا عن هموم مجتمعه، ولا عن احتياجات الإنسان وأحلامه ومخاوفه. يتم تبادل الرسائل بين الكاتب وبين امرأة مزدوجة الاسم متقلبة بين إيمان وزينب، وعرف عنها أنها قرأت الكتب الدينية وحضرت الدروس في المسجد. تعلقت بحب مدرس العلوم عبدالحافظ الذي غادر بعد ذلك إلى السعودية وأصبح وهابياً جديداً- كما قال الكاتب- على لسان إيمان، بعد أن أجبر على ترك القرية والذي نعرف في ما بعد أنه اشترى بيتاً في قرية اليهود. شخصية المدرس عبدالحافظ ليس لها معنى. فهو يدرس العلوم، بينما الدروس التي تلقى في المساجد هي دروس دينية. إضافة إلى ذلك فنحن لم نره ولم نسمعه ولم يقدم شيئاً، فقد حشره الكاتب حشراً بدون أي مبرر. نرى كل الشخصيات التي وردت في هذه الرسائل أنها شخصيات سطحية ليس لها أي دور ولا تنطق ولا تحاور، وإنما ينطق نيابة عنها الكاتب. كل الشخصيات مستترة لا تمثل أحداً، كل ما يريد أن يصل إليه كاتب الرسائل هو إدانة الهاشميين والانتقاص من عادات تزويج بناتهم على هاشميين مثلهن أو تبتلعهن العنوسة. وهذه الفكرة التي استقاها الكاتب من الماضي لم تعد قائمة، فالزواج أصبح مفتوحاً داخل هذه الأسر. أما النقطة الثانية التي أراد أن يصل إليها الكاتب هي قطع شارع الدائري أمام بوابة جامعة صنعاء والذي أسماه ثورة، يقول على لسان إيمان: ((لاحظ قراء الرواية أنك انشغلت بجدائل إيمان وشعرها الطويل عن تاريخ 11 فبراير التي كتبت فيه رسالتها الأخيرة. لقد شعروا بالامتعاض الشديد. حتى أنك تجاهلت الأنهار البشرية التي سالت البارحة في شوارع البلاد كأن الثورة حدثت بالأمس لأول مرة...) صـ67. جاءت اللغة ميتة بالرغم من بلاغتها، لكنها البلاغة المصطنعة في غير موقعها. لغة مأزومة بسبب تخندقها في تمجيد العنف والخراب واعتباره ثورة. والأدهى من ذلك أن هذه الرسائل كتبت في العام 2014 أي بعد ظهور وتجلي الحقيقة وانزلاق الوطن إلى الفوضى وانهيار القيم والاقتصاد وغياب الأمن وارتفاع فاتورة الضحايا، كل ذلك والكاتب مصرٌّ على تمجيد هذه الأفعال. لا سرد ولا حوار ولا شخوص، بل هناك جوع جسدي ومرض نفسي جعل الكاتب يصور حركة يد الطبيب على جسد المريضة أثناء الكشف وكأنها لذة جنسية لدى المريضة جعلها تبني قصة حب في مخيلتها. كيف لمريضة تحمل ورماً في بطنها يقطع أنفاسها ويخنقها وتمنعها الآلام من النوم تفكر هذا التفكير المرضي؟! تنطلق الرسائل من موقف الخصومة مع الآخر، فلم نقرأ سوى أمنية الكاتب المضمرة في إدانة خصومه والإشادة بثورة لم يكن مشاركاً فيها وإنما تابعها عن بعد، وساندها من منطلق أيديولوجي وليس من منطلق الوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين. لأن من يريد تغيير واقع هؤلاء الناس يقف إلى جانبهم، يصيبه ما يصيبهم خاصة وأن الكاتب طبيب يمكن له إفادة أبناء وطنه وليس الفرار إلى خارج وطنه ليعيش حياة الرفاهية، ثم ينظر بعد ذلك. فكما هو مكتوب على غلاف الكاتب أن الكاتب طبيب أمراض قلب، يمني الجنسية، يقيم في ألمانيا، فهل تحتاجه ألمانيا التي تمتلك عشرات آلاف الأطباء أم تحتاجه اليمن التي تفتقر لكل شيء، إن الكاتب وأمثاله يثورون بغيرهم من الغلابة والمساكين لينعم هو وأمثاله بالشهرة وبالمال الوفير. والدليل على ذلك أن الذي احتفى بهذا العمل وطبعه وحشد له الجمهور من الحزب هي صاحبة نوبل للسلام التي لم تنطق كلمة واحدة حتى الآن عن السلام. لا يرقى هذا العمل أن يكون عملاً روائياً، وأتوقع ألا يعيش طويلاً لأنه عمل ارتكز على الرسائل التي افتقرت إلى المعرفة. لقد افتقر الكاتب للخبرات السياسية والاجتماعية والفكرية والمكانية مما جعل مادته سطحية ومثقلة بالأيديولوجية التي اختزلت الواقع بل وزيفته. من يقرأ هذه الرسائل يجدها تفتقر إلى الحبكة وتفتقر للشخصيات والموجودة عبارة عن شخصيات هامشية مسطحة. واضح أن الرسائل يصوغها طرف واحد وهو الكاتب لذلك جاءت الصياغة واحدة والمفردات متشابهة إلى حد التطابق، وكما قلنا لغة العمل بلاغية مسطحة تماماً، لا تخلو من الركاكة والحمولة الزائدة، حيث نلاحظ خللاً واضحاً في الصياغة والتركيب، بالإضافة إلى الحشو في الوصف والتفسير والتوضيح المعتم. لا ترتقي هذه الرسائل أو لا تندرج تحت خانة الرواية، لأن الرواية تعني الحبكة الدرامية والأسلوب المميز واللغة المناسبة. إن فتاة الرسائل التي تراسل الكاتب تدل كل الإشارات داخل هذه الرسائل على أنها ليست من صعدة، فهي تسمع عن الحروب كما يسمع عنها أي شخص خارج صعدة، بل إن المستمع يلم بكثير من تفاصيلها أكثر من إيمان أو زينب التي لا تستقر على اسم ولا على هوية واضحة. هذه الرسائل لا تحاكي الواقع ولم تعط المتلقي بعداً إنسانياً لم يستطع كاتب الرسائل أن يأت بشيء، لا مضامين ولا محتوى ولا طريقة في التناول ولا أدوات فنية. لذلك لم نستطع أن نبصر الحياة في صعدة كمكان للحكاية. عندما نقرأ محمد عبدالولي، سعيد العولقي، صالح باعامر، زيد مطيع دماج، الغربي عمران، وجدي الأهدل، منير طلال، نبيلة الزبير، نجد أننا مع رواياتهم نتعرف على الحياة من جديد، ونقرأ رؤى مبتكرة عن الأشياء. فالروائي كائن لديه أكثر من معنى للحياة، فهو يمنحنا معنى جديداً ومختلفاً للحياة. كل ما عمله كاتب الرسائل أنه حاول أن يستعرض لغته الشعرية الأنيقة في خلق حكاية زعم أنها رواية لكنه لم يقترب من العمل الروائي. جمع الرسائل عن طريق القص واللصق دون التركيز على البؤرة السردية، إضافة إلى ما سبق فإن الشخصيات في هذه الرسائل لا تنمو فكرياً، وحينما يعجز الكاتب عن الإمساك بخيوط الحكاية يعمل على موت الشخصية. لذلك نجد أن أغلب الشخصيات ماتت دون أن تقدم شيئاً للحكاية. ومن المتعارف عليه أن كل كاتب يحمل هماً وخطاباً يريد أن يسوقه للمتلقي، فهل استطاع كاتب الرسائل أن يوصل هذا الهم، وهل استطاعت الرسائل بمحمولها أن تزيد وعينا السياسي والاجتماعي أو مخزوننا المعرفي، وهل قدمت معالجة واعية للحرب الدائرة في صعدة وللثقافة السائدة هناك؟ كتب الكاتب عن مكان لا يعيش فيه، وربما لم يره، لذلك لم تظهر ملامح المكان الواقعي أو الفني الدرامي. فصورة صعدة هناك لا تعدو كونها صورة منتزعة من الأخبار الصحفية وما رسمه الإعلام عن الحرب الدائرة هناك. إن الاحتفاء بعمل كهذا وبجمهور لا علاقة له بالأدب يجعلنا نأسى على حال الرواية اليمنية.
تعليقات القراء
الاسم:
عنوان التعليق:
نص التعليق:
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم  شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين  من  انتحالـة  في التعليقات
 
فضيحة تربوية من طراز فريد
(9050 )
أما عصا صالح فلا تزال في المسب!!
(8959 )
مبادئ المؤتمر وهمجية الإخوان
(8952 )
اصفعهم يا كايدهم
(8866 )
توشك أن تقترب
(8805 )
الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة وهم
(8801 )
حشاشو العصر.. القصة الكاملة للإرهاب
(8769 )
وكلاء الله!
(8766 )
سأشتري سيكل
(8766 )
جار البسط على قدم و..وفاق !؟
(8741 )

أبو إرهابي وكذاب
(2)
تضامناً مع ذمار ..!!
(5)
الإعـــــلام
(1)
خصوم صالح وحزبه معروفون
(1)
المؤتمر الشعبي العام هل ينقذ الوضع الراهن؟
(1)
من رسائل التحرير
(1)
هل يتحرر الرئيس هادي ممن حوله ويدعو لانتخابات مبكرة؟
(2)
الهزيمة الباهظة
(3)
سفاهة لا أكثر
(1)
غربان "عدن"!
(1)
موضيع ذات صلة
 
عــــدن المحــــررة.. تنزف..!!
9/4/2016 4:06:19 PM
في الذكرى الـ17 لتجدد ميلاده البردوني وعباس الرافضي
9/4/2016 4:01:37 PM
كيف ينظر الأمريكان إلى حرب اليمن وتمددها في العمق السعودي
9/4/2016 3:43:52 PM
الحاج الذي سيهدم المملكة !
9/4/2016 3:39:54 PM
السعودية تعاني حالة تبلد ولا تواكب الأحداث
9/4/2016 3:34:41 PM
ماراثون السباق للسيطرة على اليمن
9/4/2016 3:31:36 PM
إلى الأمم المتحدة.. أثبتوا شرعيتكم إن كان لكم ذلك
9/3/2016 12:19:32 PM
عدن تعيش جريمتين في وقت واحد تجنيد شبابها كمُستأجرين والتضحية بهم للإرهابيين
9/3/2016 12:17:44 PM
تصرحات كيري (بالونات اختبار)
9/1/2016 11:34:51 AM
الشعب اليمني يكسر قواعد اللعبة الدولية
9/1/2016 11:23:00 AM
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ...
  جميع الحقوق محفوظة لليمن اليوم ©
 
تصميم وبرمجة