اليمن اليوم

انظروا ما الذي يحيط بالعاصمة اليمنية "صنعاء": - ستة معسكرات ضخمة تابعة للقوات المسلحة تسمى الطوق "الأمني" للعاصمة، إضافة إلى ثمانية ألوية عسكرية جبارة بداخل قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري) سابقاً متواجدة في جنوب العاصمة يرتبط بها 38 لواء عسكرياً متوزعاً بمختلف المناطق اليمنية، وهناك قوات التدخل السريع، والقوات الخاصة، وألوية الصواريخ، وعشرات الآلاف من المجندين الرسميين لقوات الأمن الخاصة ومكافحة الإرهاب، ومثلهم تابعون لقوات "النجدة" وقوات الشرطة العسكرية والاستخبارات، وحماية رئاسية ضخمة بداخل دار الرئاسة اليمني، وقيادة المنطقة العسكرية السادسة، وقوات "الفرقة" الأولى مدرع- سابقاً-، وألوية عسكرية مدرعة موزعة على المرافق الحيوية الهامة، مثل التلفاز ورئاسة الوزراء والإذاعة، وفي منطقة بني حشيش القريبة من صنعاء يتواجد اللواء 63. ومن أرحب المطلة على مطار العاصمة يتمركز اللواء 62، إضافة إلى عدد كبير من القوات العسكرية الداعمة في مناطق جغرافية متفرقة وقريبة من "صنعاء". - كل هذه القوات التي تكفي لغزو "الصين"، مضاف إليها جهازا الأمن السياسي والأمن القومي، يقودها الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" تقدمت أمامها مليشيا "الحوثي" محمَّلة بالمدافع والدبابات وصواريخ الكاتيوشا وتموضعت في تباب معينة بداخل العاصمة "صنعاء"، دون أن تحرِّك تلك القوات العسكرية ساكناً أو تسأل القادمين إليها عن سبب زيارتهم الغاضبة. - يعترف الناطق الرسمي لجماعة "أنصار الله" المعروفين بـ"الحوثيين" أنهم (قصفوا) مواقع تابعة للفرقة الأولى مدرع "المنحلة"، وأنهم يخوضون معارك شرسة داخل العاصمة مع ألوية الجنرال "علي محسن"، وبأنهم ردوا على مواقع القصف التي استهدفت تجمُّعاتهم الحربية القريبة من مبنى "التلفزيون" الحكومي!!، ولم يسأل أحد نفسه: كيف استطاع الحوثيون المرور "الآمن" من أمام ذلك الحشد الهائل للقوات العسكرية والأمنية المتعددة دون اعتراض، إن لم يكن الرئيس "هادي" موافقاً عليه؟ - في قناة "الجزيرة" يتحدث مراسلها المصدوم عن قيادات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت سبباً في انهيار قوات الجنرال "علي محسن" الذي أعلن انشقاقه عن نظام "صالح" وانضمامه لما يسمى ثورة "الربيع العربي" بالعام 2011م، لم يذكر "الشلفي" اسماً واحداً من هذه القيادات المتهمة بالتعاون مع "الحوثيين" لإسقاط قيادات "الإخوان" العسكرية والدينية، لكنه كرفيقه المتهوِّر "عبدالله غراب" مراسل قناة bbc العربية يعلقان الهزائم الاستراتيجية لتنظيمهم الإسلاموي على شمَّاعة "صالح"، وتلك ممارسة "مضلِّلة" ومتعمدة يقودها فريق غير مهني من مراسلي القنوات الإخبارية العالمية والعربية أفقدتهم مصداقية الإعلام الرفيعة ثقتها لدى مشاهديها ومتابعيها بسبب "شخصنة" مراسليها لتطورات الأحداث الدراماتيكية المتواصلة في "صنعاء". - في تمام الساعة "السابعة"، من مساء أمس الأحد، عقد رئيس الجمهورية اليمني "عبدربه منصور هادي" اجتماعاً مهماً في دار الرئاسة بحضور كبار مستشاريه وقادة الأحزاب، بمن فيهم مبعوثو "عبدالملك الحوثي" للحديث عن يمن ما بعد "علي محسن"!، عُـقد هذا الاجتماع بعد أقل من ساعة على إسقاط القيادة العليا للقوات المسلحة اليمنية ووزارة الدفاع ورئاسة الوزراء ومبنى الإذاعة في قبضة الحوثيين، وبعد ساعتين من انهيار "الفرقة الأولى مدرع" وهروب اللواء "علي محسن"، مستشار رئيس الجمهورية للدفاع والأمن، من داخلها إلى "دار الرئاسة" ليفاجأ بأنه غير مرغوب فيه هناك!! - من يحدثني الآن عن مؤامرة مزعومة وانتقامية لـلرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" بحق خصومه "الثوريين" فهو شخص غير عاقل، يجدر به مراجعة أقرب طبيب نفسي للتأكد من سلامته.. وما هو مؤكد أن الساعات القادمة "حُـبلى" بالمفاجآت التي قادتها إدارة "التوجيه المعنوي" للقوات المسلحة بإعلان انضمامها للحوثيين الذين باتوا على بُعد مترات من كرسي الرئيس "هادي"، وإن لم يكن متفاهماً معهم حول ما حدث، فعلينا إعلان "القلق" البالغ!، والتأكد من شيء واحد هو أن "اليمن" على كف "أبو علي الحاكم"! وإلى لقاء يتجدد.