اليمن اليوم

استمر القصف المتبادل بين جماعتي "الحوثي" و"الإخوان" على رأس العاصمة اليمنية "صنعاء" مُخلفا وراءه مآسيَ كثيرة، قالت وزارة الصحة إن فرقها الطبية انتشلت 270 جثة من الضحايا المدنيين في أنحاء متفرقة بمناطق القتال الشرس!. - الحوثيون أخفوا عدد قتلاهم- كعادتهم- في معركة "صنعاء" الحزينة، وفي هذه الأوقات العصيبة كان وزير الدفاع اليمني يطلق النكات ويمازح رئيس هيئة أركان الجيش في حفل غداء باذخ، حين سأله أحد الضباط المقربين: متى سيتم التوقيع على اتفاق التهدئة؟، أجابه الوزير بمكر: حتى يتم الانتهاء من المهمة!؟. - قيل لي، والقول لضابط يمني كبير، إن العميد الراحل حميد القشيبي تعرض لخيانة مؤسفة هزت أركان الجيش وألقت بظلالها الأخلاقية على تصرفات "وزير الدفاع" الذي رفض تغييره وإنقاذه من الموقف الحربي مع جماعة "الحوثيين" في مدينة "عمران" التي مهدت للجماعة الوصول إلى قلب العاصمة "صنعاء" وأهانت مؤسسة القوات المسلحة اليمنية بصورة مروعة أثبتت أن الرئيس "هادي" يقود المليشيات المسلحة لتدمير جيش البلاد، وأن الدور القادم سيطال اللواء "علي الجائفي" قائد قوات الاحتياط- الحرس الجمهوري سابقاً- واللواء "راشد الجند" قائد القوات الجوية كآخر طودين شامخين في قوات "اليمن" المنهارة. - قال الرئيس "هادي" في اجتماع مع قيادات عسكرية إنه ينفذ توجيهات "إيران" بتعيين اللواء محمد الحاوري في قيادة المنطقة العسكرية السادسة، والعميد علي الذفيف، متسائلاً: ماذا تريد مني إيران لأفعله أكثر من هذا؟ - الحاوري في ليلة القبض على "صنعاء" أدخل "600" مسلح من جماعة "الحوثي" إلى مقر قيادته العسكرية- المؤقتة- على أنهم مسلحون تابعون لـ "اللجان الشعبية" ساهموا مع اشتداد المعارك في "الخيانة" واغتيال الجنود المقاتلين من الداخل، إلى أن تم الاشتباك معهم وطردهم من قبل الجنود الحقيقيين في مقر "الفرقة الأولى مدرع"، حاول الجنرال "علي محسن" إنقاذ الموقف ووافق الرئيس "هادي" على عودته لقيادة العمليات الدفاعية من معسكر "الفرقة" ولكنه أدرك "فشله" حين تُـرك وحيداً لمواجهة "المسلحين" الغاضبين، فآثر الانسحاب إلى المجهول، وسقطت "صنعاء" خلال أربع وعشرين ساعة، وهي المهلة التي حددها "علي البخيتي"، عضو المكتب السياسي لأنصار الله "الحوثيين"، لعودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة المكلومة، وقد أكدت تلك التسريبات طبيعة العلاقة الوطيدة بين رئيس الجمهورية وقيادة الجيش اليمني من جهة، والحوثيين من جهة أخرى. - "هادي" رئيس غير بريء، كل الاصابع والدلائل تشير إليه وهو يدفع عن نفسه كل الاتهامات بتكثيف الخطابات العلنية الموجهة لشعبه الفقير، مكرراً عبارات الأسف (خـُدعنا، خُذلنا، لست متواطئاً، المؤامرة فوق التصور، سأدافع عن العاصمة، لم تسقط صنعاء؟)، ما هذا الهراء؟ لن نفتح صفحة جديدة حتى تقول لنا ما الذي يحدث؟ ولماذا قتلت كل أولئك اليمنيين الذين انتخبوك لكي تحميهم؟ وكيف دخلت الجماعات الغاضبة المسلحة لتقتحم أجهزة المخابرات وبيوت السياسيين وزعماء المعارضة وقيادة الجيش العليا ومبنى التلفزيون والاذاعة ومنازل الناشطين؟، أنت متهم بكل ذلك وأنا الآن أحاكمك من موقعي كـ"مواطن" يشاهد ويسمع ويرى فظائع الانهيار الذي أردتنا أن نسامحك عليه دون أن تتحمل مسؤوليته "الأخلاقية" وتغادر منصبك فوراً كأسهل قرار يتخذه رئيس "فاشل" ومتواطئ في حنث اليمين التي أقسمها أمام برلمان "الشعب". وإلى لقاء يتجدد.