اليمن اليوم

الدور الحيوي لتعز يتمثل بأنها رفدت الحياة بعقليات نظيفة، ومن المعيب أن نشاهد شوارع تعز متسخة لكأنها مقلب نفايات كبير. شخصياً، عمري ما شفت شوارع تعز وسخة زيما هي عليه هذه الأيام. الأمر محرج للمحافظ شخصياً، وللمجلس المحلي ومكتب النظافة ولنا أيضاً كسكان وكمثقفين وشبان وشابات الثورة وشبان وشابات الأحزاب. حول القمامة المتراكمة بشكل مؤذٍ في تعز، هاتَفَ أمين عام المجلس المحلي الأستاذ محمد الحاج وقال بأن المشكلة بالأساس أن الحكومة لم تقر رواتب عمال النظافة في تعز، وبسبب من ذلك أضرب عمال النظافة عن العمل قبل أسبوع من العيد، مطالبين برواتبهم وبأشياء أخرى قالوا إنها من صميم مطالبهم، غير أن المجلس المحلي استدان من بند المشاريع مبلغ 60 مليون ريال صرفوها رواتب للعمال. بعض العمال باشروا عملهم مباشرة من ثاني أيام العيد وبعضهم الآخر واصل الإضراب، لكن المؤلم في الأمر كله أننا جميعاً كمواطنين نسكن في هذه المدينة نمر من الشوارع ونشوف الوسخ فيها ونصيح: هيا نظفوا. نحن كُسالى ونبحث عن خيط نحيله إلى وسيلة للسخط وللتذمر، مع أن النظافة في أساسها سلوك قبل أن تكون واجباً مدفوع الأجر. وعلى الرغم من كل ما أحيط بتعز كمحافظة وكسلطة محلية إلا أن على رأسها محافظاً أنيقاً ولا يمكن المزايدة عليه في ما يتعلق بأمر النظافة تحديداً. صحيح أن شوقي أحمد هائل محاط ببرواز بلا خيال، لكن من الإنصاف البحث عن مناطق أخرى للتوبيخ والنقد وممارسة السخط وتكرار موال الفشل في إدارته لشئون محافظة ما فيش حد- بصراحة- تحمَّس لجعلها مدينة عصرية تماماً كما تحمَّس لها هو . يستطيع المحافظ عموماً أن يشيل الحرج ويدعو شبان وشابات الثورة وشباب الأندية الرياضية والفنانين والصحافيين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية لحملة نظافة طوعية على غرار حملة "شارك" التي لم يكتب لها النجاح والاستمرار. وفي كل الأحوال- وأنا هنا أخاطب سكان تعز- هذه مدينتنا كلنا، وبدل ما نجلس نتطاحن في المقايل وفي الفيس بوك مو عمل الحوثي واين قده علي محسن، تعالوا كلنا نلتف حول قضية حيوية تمسنا جميعاً، وهذا في اعتقادي أفضل مجال للتطوع ولمناصرة العصر .