اليمن اليوم

قالوا في الأخبار أمس: إن الرئيس اجتمع بهيئة مستشاريه، واتفقوا "من حيث المبدأ على الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية".. ليتهم يصدقوا، لنرفعهم إلى مقام ذلك الذي قال إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. إن حكاية السرعة هذه لا يزال يرويها الرئيس منذ أول عهده بالرئاسة، ويطلبها المواطنون، ويؤكد عليها بان كي مون، والزياني، وبنعمر، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن الدولي، وتطالب بها معظم الأحزاب السياسية في اليمن، باستثناء الإخوان المسلمين الذين ظلوا وما زالوا يدعون الرئيس للتمهل، وكانوا يثبطونه كلما حاول الاستجابة لدواعي تغيير حكومة باسندوة الفاشلة الفاسدة، وكان يعتقد أنهم يثبتونه، فجلس مستريحا مثل البائع نقدا المرسوم في تلك اللوحة المشهورة. قالوا وقلنا مرارا، إن الفترة الانتقالية، فترة استثنائية، تأتي بعد أزمة سياسية حادة مطلوب تجاوزها، وينبغي أن تكون قصيرة، لكي يتم الخروج منها، بإنجاز ما هو مرتب في جدول أعمالها في أقصر وقت، وأن تطويلها أو مطها يفاقم الأزمة، بل يخلق أزمات جديدة، ويزيد ضعف الدولة ضعفا، بسبب التنافس على المكاسب السياسية، والمصالح غير المشروعة، وضعف الإحساس بالمسئولية، وغير ذلك من أشكال الفساد.. غير أن عهد الرئيس هادي اتسم بالبطء.. بطء في تنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية، وبطء في مؤتمر الحوار الذي كان أطول مؤتمر في التاريخ العربي على الأقل، وبطء في حل المشكلات، وبطء في قرارات الرئيس وتعزياته أيضا.. حتى القرارات السريعة التي يصدرها يخطئ فيها ثم يرجع عنها، كما في تعيين بن مبارك، والنتيجة أبطأ.. بحلول هذا اليوم يكون قد مضى شهر وافٍ على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي فرضه أنصار الله ووقعوا عليه مع أطراف سياسية أخرى، ويقترض أن تكون الحكومة الجديدة بصدد طلب الثقة من مجلس النواب في هذا الأسبوع، بينما الرئيس ومستشاروه، لا زالوا يتحدثون عن الإسراع "من حيث المبدأ"، ولا ندري كم سيستغرقون لإنجاز هذه السرعة "من حيث المبدأ"؟ الأشياء التي تسير بسرعة في عهد هذا الرئيس- من حيث المبدأ- هي تنظيم القاعدة، والأزمات، والحروب بين حزب الإصلاح وأنصار الله.. كان تنظيم القاعدة يقدر على الغدر مرة أو مرتين في الشهر، واليوم يذبح مدنيين وعسكريين بالجملة في كل ساعة، وكان يسيطر على بعض مديريات أبين، فتمدد إلى البيضاء، وشبوة، وحضرموت، والجوف، وعمران، والآن موجود في إب بفضل حزب الإصلاح، وله إمارة في العدين، يا الله بحزب جلاب!