اليمن اليوم

أمس، ترأس الرئيس هادي أول اجتماع للحكومة المسمَّاة جديدة، وقال عنهم، ولهم، نفس الكلام الذي قاله عن حكومة باسندوة يوم 10 ديسمبر2011، عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية، ولم يصدق من الكلام كلمة حتى.. قال لهم أمس: "هذه الحكومة الجديدة لا تمثل أي حزب أو مكونات أو مذاهب، وإنما تمثل اليمن كله، بكل تنوعه، من شماله إلى جنوبه، شرقه وغربه".. والذي ظهر هو أن الحكومة القديمة كانت حكومة حزبية لم تمثل اليمن، بل مثلت الإخوان، وحميد ومحسن، وهذه الحكومة المسماة جديدة للمشترك فيها النصف، ولحزب الإصلاح وحده ستة وزراء، وللرئيس 12 وزيراً، وللدكتور عبدالكريم الإرياني وزير واحد.. فكيف يقال إنها غير حزبية وإنها جديدة وحكومة كفاءات ونزاهة، ولا تمثل "مذاهب"؟ بينما فُصِّلت على مذهب أبو جلال، والمشترك. الأطراف التي وقَّعت اتفاق السلم والشراكة، "برمها" جمال بنعمر بمكتوب غير قابل للطعن، فوضت بموجبه الرئيس هادي اختيار وزراء حكومة كفاءات ونزاهة وشراكة وطنية، وكان الرئيس عند مستوى ذلك التفويض، حيث أنصف نفسه "بدرزن" وزراء، وأنصف بعض أحزاب اللقاء المشترك، وخاصة حزب الإصلاح.. وبموجب ذلك التفويض شُكِّلت حكومة ليس فيها لبعض القوى السياسية، مثل أنصار الله أو البعث، وزير. وفيها للمؤتمر واحد فقط هو الكحلاني الذي رفض حقيبة الزينة.. كيف يقال غير حزبية، وكيف جديدة، وفيها عشرة وزراء من الحكومة التي ثار الناس عليها، وكيف نزاهة وفيها أربعة من أشهر الفاسدين في الحكومة الساقطة.. وكيف حكومة اتفاق سلم وشراكة وهي لا تتوافر على أدنى شروط السلم والشراكة.. وكيف يقال إنها "تمثل اليمن بكل تنوعه"، بينما الظاهر للعيان أنها تمثل مكونين أساسيين: هما المشترك والرئيس.. المؤتمر الشعبي ليس مشاركاً فيها، وأنصار الله يرفضونها.. وستة وزراء فقط يمكن اعتبارهم مستقلين وجدداً، وأهل كفاءة ونزاهة، أو هكذا يقال عن أحوالهم، ولـمَّا يختبروا بعد. ستة وزراء لم يقبلوا بتعيينهم من قبل الرئيس الذي لم يفوضوه أصلاً.. نقصت الحكومة ستة، قبل أداء القسم، ولما تنقص ستة من صبح الرحمن كيف سيكون حالها في الظهر أو العشي أو في الغد؟ أكيد ستنتقص هذه الحكومة من أطرافها، لكن هذا ليس مهماً بالنسبة للرئيس هادي، فقد قال أمس: يا جبل ما يهزك ريح!! هذا الجبل لديه تفويض ويعرف كيف يسد العجز ويعوض النقصان ببُدلاء من الصنف الذي يعجبه، ومع ذلك لن يتوقف عن القول إن ثمة حكومة تمثل اليمن بكلِّ تنوعه!