اليمن اليوم

إما أن المتحمسين لحكومة خالد بحاح يراهنون على طيور الشجرة أو أنهم يبيعون سمكاً ما يزال في مكان قصي داخل المحيط ..والسبب ببساطة أن الحماسة لا تراعي الظروف الموضوعية والذاتية بقدر ما تقفز على الواقع بتجاوزاته بمنطاد "هؤلاء من شيعتي" وبهذا التشكيل وطريقة إعلانه يكونون قد اصطادوا الأسد.
• والقضية أبعد من حقيقة التشكيل الحكومي لم يكن محاصصة متفق عليها ولا حتى تطبيق للمعايير الموقع عليها في اتفاق السلم والشراكة الوطنية وإنما تشكيل بدى كما لو كان القصد منه تحقيق المحاصصة الفردية لأشخاص بما في ذلك من استحضار للمحسوبية بنظام المغالبة والاستقواء بالخارج والتعالي على شركاء العمل الوطني المفترض مع كل التقدير للأسماء المكشوفة والغامضة .
• مسألة أخرى .. من الصعب على المتحمسين إغفال أن هذه الحكومة ورثت تركة ثقيلة ليس في أن جزءاً منها قادم من حكومة باسندوة سيئة الصيت فحسب بل لأن الأهم من الإقصاء للشركاء في الحقائب الوزارية الجديدة قفزاً على الحقائق على الأرض سبقه ذلك التجريف الواسع الذي قامت به حكومة باسندوة على قيادات وسطية وحتى الدرجة الأدنى بذريعة الشرعية الثورية لأزمة 2011 وتهم الانتماء للنظام السابق .
• وإذا ما أضفنا إلى جرب الإقصاء أفقيا و عمودياً تهميشاً و تسريحاً ومكافأة للأطول قدحا وردحا دمامل الاستقواء على أبناء البلد بل واستدعاء عصيهم وقراراتهم التي تنال من سيادة اليمن فإن الحكومة الجديدة تكون وضعت نفسها أمام تحديات جسيمة لا يجدي أمامها إلا العودة إلى الصواب وتصحيح كل هذه الاعتلالات والاختلالات التي أوجدتها عملية التجريف التي بدأت في العام 2012 وامتدت إلى تجاهل مكونات هي الأكبر باعا على أرض يفترض أن تكون حاضنا لكل اليمنيين .
• والمعنى باختصار ..سيكون مفيداً لو يتم المسارعة إلى تصحيح هذا العوار ورد المظالم وتحقيق المصالحة التي تهيئ مناخ السير إلى دستور وإلى انتخابات يتم بعدها تهيئة القضبان لقطار الدولة المدنية الديمقراطية العادلة .