اليمن اليوم

ماذا لو أن المتحاربين مرتبطون بزوجاتٍ يحبونهنَّ كثيراً، ولديهم أطفال يخافون عليهم من نسمة الهواء، وكلَّما ذهبوا إلى السوق أو العمل اشتاقوا إلى زوجاتهم وأطفالهم.. هل سيذهبون إلى قتالٍ غير مُبرَّر ويتركون وراءهم نساءً يحدثنهم عن الحب كلَّ مساء، وأطفالاً يرون الجنة في مناغاتهم وابتساماتهم؟ ماذا لو أن امرأة كتبت لزوجها، وهو في محلِّ عمله، رسالة sms وتقول له: أحبك، وأشتاق إليك، فلا تتأخر!! بالتأكيد سيترك كلَّ ما في يديه ويعود إليها، وتستقبله بابتسامة، كأنها نجمة تضيء للسفن التائهة، وحين يذهب إلى عمله تلحق به إلى باب البيت وتودِّعه بقُبلةٍ، وتخبره أنها ستشتاق إليه.. هل سيفكر هذا الزوج بأن يذهب لقتال طائفي أو ينقاد لأيِّ داعٍ لجهاد أناس ليس بينهم وبينه أي معرفة سابقة!! تحدث الحروب وينتشر القتل حين يغيب الحب، فيتفشَّى الكُرهُ في غيابه وتنمو الأحقاد.. حينها تصمت كلُّ لغة، ولا يبقى سوى لغة البنادق والرصاص والدم. ربما تجد شخصاً، متزوجاً ولديه أطفال، يقاتل في صفِّ شيخ، أو يتمّ استئجاره لضرب أبراج الكهرباء أو تفجير منشأة، وحين تسأله لماذا تلقي بنفسك في كلِّ هذه المهالك، فربما يجيبك بأن ليس لديه شيء يخسره!! أحبُّوا نساءكم ليعمَّ الحب، ولتمتلئ قلوبكم بنور الله.. لا تبحثوا عن الله في المعارك، ولا تبتغوا رضاه وأنتم تحملون الأسلحة، ولا تتحدثوا باسمه وأنتم تدوسون على دماء بعضكم، لأجل لا شيء.. أحبُّوا نساءكم، بصدق، بدلاً من البحث عن الحور العين بين أنهار الدماء، وعودوا كلَّ مساء وفي أيديكم وردة، وابتسامة تشعُّ بالحياة، واحتضنوا أطفالكم بدلاً من احتضان البنادق، ففي قلوب أطفالكم يشرق وجه الله.