اليمن اليوم

هل أصحاب هذه الحكايات يحملون مؤشرات الإصابة بالزهايمر أو يحاكون بطل العمل الكوميدي " غبي منه فيه " أم أننا في زمن ذاكرة الأسماك الضعيفة التي تجعل السمكة تنجو من صنارة الصياد لكنها تكرر نفس محاولة التهام الطُّعم حتى تقع في المصيدة وتكشف ما قد نقع فيه من أمور هي خليط من التراجيديا والكوميديا .. والحكايات واقعية ومكررة .
• تفقد سيارتك في الشارع فتعتقد بأن أحد اللصوص سرقها واتجه بها إلى منطقة بعيدة يصعب استردادها أو أنها صارت في ورشة تشليح ، ثم تكتشف أن ونش المرور سحبها بسبب وقوفها في المكان الغلط وأنك بحاجة لأن تصبح أحد الأوادم الذين يحترمون قواعد المرور وكان الله في عون المشغولين بالتوعية المرورية والأمنية عبدالله النويرة ومحمد حزام " مثلاً " .
• وسألت إحدى الأمهات زوجها ..أين ابني ؟ فتذكر أنه نسيه داخل سيارته فصار الطفل بجسده الطري شديد الشبه بحبة الطماطم بفعل تأثير الشمس .
• ويفقد ثالث سيارته فيضطر إلى إبلاغ قسم الشرطة واللجان الشعبية ومعارفه في الأمن والمرور ، وهناك يقوم بتسجيل محضر يشرح فيه تفاصيل الواقعة .
• وبعد أن يكون التعميم بالسرقة وصل إلى كل النقاط الأمنية في اليمن يكتشف وهو في طريق عودته إلى بيته أن السيارة لم تُسرق وأن الأمر مجرد خليط من التباس الموقف والنسيان حيث السيارة واقفة في شارع مجاور .
• وفي حالة إبلاغ الأجهزة الأمنية وقيامها بالواجب واكتشاف خطأ التسرع في سوء الفهم يصبح العثور على السيارة أقسى على النفس من اختفائها فأنت – رغم صدقك- أمام ما يشبه البلاغ الكاذب أو إزعاج السلطات ، فضلاً عن إزعاج أهلك .
• وذروة الارتباك عندما يكتشف الواحد منا اختفاء سيارته ثم يكتشف أنه لا يحفظ رقم لوحتها المعدنية وأن كرت السيارة داخلها ، وأنه لا يحمل حتى البطاقة الشخصية كجزء من حالة عبثية تحتاج إلى مراجعة .
• الحكايات السابقة وغيرها تكشف ما أصاب الذاكرة من الأعطاب بعد أن استغنينا عنها بذاكرة الهاتف ، كما تكشف علاقتنا بالنسيان والإهمال والتسرع .. والأهم في كل تجربة غير سارة أنك تكتشف ما يبذله رجال الأمن واللجان الشعبية من جهود مسؤولة عقب تلقي هذه البلاغات ، كما هو حال التفاعل الذي أبداه الأخ محمد الحطامي مدير قسم العلفي والطاقم المناوب معه وأبو علي شرف الدين أحد شباب اللجان الشعبية.
• هذه الحكايات مجرد غيض من فيض تدعو لأن نأخذ بإجراءات السلامة ونعيد تنشيط ذاكرتنا في زمن التهديد بأن ينسى الواحد منا اسمه .
• بالمناسبة مازلت أتذكر أحد المحاضرين في معهد الأهرام الإقليمي بالقاهرة وهو يقول لنا : سامحوني أنا أصلاً أنسى حتى أنني أستخدم علاجا للنسيان لكن المشكلة أنني أنسى تناول العلاج !
• لا حول ولا قوة إلا بالله .