اليمن اليوم

قَدَرنا كيمنيين، في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، أن نصحو على انفجارات، ونكمل بقية اليوم في البحث عن البترول والغاز، وننام على انقطاع الكهرباء وأخبار القتل والذبح التي أصبحت واحدة من وجباتنا اليومية. بالأمس صحونا على أصوات القذائف والرشاشات، وأخبار كثيرة بعضها عن نيَّة الحوثيين الانقلاب على الرئيس، وبعضها عن اشتباكات حول دار الرئاسة بين أنصار الله والحرس الرئاسي.. لم يعد السبب مهماً لكل هذا الرعب، فقد أصبحنا نسمع أصوات القذائف ببرود، وكأن الأمن والأمان أصبح استثناءً. ثلاث سنوات قضاها عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن، وما يزال، شهدت فيها اليمن أبشع الجرائم، وأكبر الأزمات النفطية، وأكثر الضربات لمحطة وأبراج الكهرباء، ولا يكاد يمر يوم دون حصول شيء يفقد الدولة هيبتها، ويفقد المواطن الثقة فيها. ثلاث سنوات، كانت كارثة حقيقية عكَّرت كل شيء جميل، وأخلَّت بكل الثوابت، وصار الدم فيها شبيهاً بالماء.. كارثة لم تعرفها اليمن منذ أيام سبأ وحمْيَر.. تساقط الشهداء، وتساقطت المحافظات، وتساقطت أبراج الكهرباء، وتساقطت هيبة الدولة، وتساقطت المؤسسات والوزارات، وتساقط الجنود والضباط، وفخامة الرئيس يتفرَّج بصمت، دون أن يحاول فعل شيء يؤكد أنه رئيس للجمهورية اليمنية، وأنه يعيش في هذا الوطن، ويتابع نشرات الأخبار، ويرى كل هذا التساقط دون أي أن يطمئن على أسرة نازحة، أو يتألم على مواطن يسقط ضحية نتيجة لسوء إدارته لهذه البلاد!! لا أدري كيف يستطيع الرئيس أن ينام دون أن ترعبه صرخات الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، وكيف لا يتألم لطفل فقد أباه بسبب انعدام الأمن في دولته؟ رحم الله الشاعر الأوحد عبدالله البردوني حين قال: دخلت صنعاء باباً ثانياً ليتها تدري إلى أين انفتح!!