اليمن اليوم

من يتعاطى مع السياسة يجب أن يتعاطى مع الواقع وليس مع العواطف أو الشحنات الانفعالية.
• والواقع بالنسبة لي كمواطن أنني لم أشعر بوجود رئيس الدولة، ولم أشعر بذلك اليُتم الذي يفرض نفسه على المواطنين عندما يغادر كبيرهم المشهد أو يلوِّح بذلك.
• منذ أعوام والشعب يدير نفسه، حتى أن أكثر الأسئلة التي ترددت خلال الفترة السابقة هو سؤال: أين الدولة وأين كبيرها الذي يوجِّه الحكومة وتحتكم إليه السلطات الثلاث؟ خاصة بعدما كان من وعود عرقوب 2011 الذي أوهمنا بأن الرئيس سيكون خادم الشعب والأمين على مصالحه والمحكوم بالدستور والقانون والعمل المؤسسي.
• لم يحظَ زعيم في العالم بالتأييد السياسي الذي حصل عليه هادي من شعبه ومن الإقليم والعالم.. ولكن ما حدث في اليمن هو سيادة منطق التسويف والتمديد وإسقاط المسارات وإطفاء كل ضوء في نهاية النفق.
• حدث هذا في الموقف من تزمين ومضامين المبادرة وآليتها التنفيذية ومن التمديدات غير المبررة ومن اتفاقية السلم والشراكة، ومن فكرة التصالح والتسامح، ووحدة الجيش، ومن فساد الحكومة، وهيئة مكافحة الفساد، ومن تمثُّل دور المرجعية العادلة، وحتى الموقف من الدستور والانتخابات والشرعنة للتمزيق حتى قبل أن تشرعن الأقاليم.
• وحتى عندما قرر مغادرة المشهد على جناح ورقة استقالة، اكتشفنا احتباساً في عدم وجود نائب للرئيس، وضربات كبيرة تلقاها البرلمان عندما جرى تحويله إلى مؤسسة تعمل في الحدود الدنيا إما للموافقة على قرض أو منح الثقة لحكومة فاسدة، فضلاً عن إشاعة أجواء من الشك حول الدستور كمرجعية وطنية تعددت صور الإساءة إليها في أربع سنوات عجاف.
• ما زاد الطين بلة أن الأحزاب والقوى السياسية اكتفت من الموقف ضد الرئيس السابق، ولم يتفقوا بعد ذلك على مصلحة اليمن أو حتى مصالح قواعدهم التي تمثل جزءاً من الشعب اليمني، حتى رأينا هذه القوى تسبق في التقسيم إلى الترويج لهيكلة الأحزاب على أسس انفصالية، لم يبق فيها سوى تمرير المسودة سيئة السمعة وصولاً بالبلاد إلى الأقلمة والتهيئة للخطوة التالية باستفتاء لا يجيب فيه المواطن إلا على سؤال: هل أنت مع الانفصال أم أنت مع الانفصال؟! وها نحن نرى الخميرة تتفاعل في أكثر من منطقة.
• ها نحن كمواطنين لا نشاهد إلا جيشاً ممزقاً ودولة تُفكَّك ووطناً يُسرق، فيما المطلوب السير في قطيع النكوص الوطني.