أحسن الأشقاء صنعاً في مجلس التعاون الخليجي إذ امتنعوا عن التدخل عسكرياً في اليمن بسبب مستجداته السياسية.. وفي هذا الإعلان مدعاة للاطمئنان واستشعار الراحة، نظراً لما كان يمكن أن يحدث جراء تدخل الأشقاء عسكرياً، سيما وأنهم أصحاب تجارب عسكرية برزت بقوة خلال حرب صيف 94م، وتكرر الأمر خلال الحرب السادسة أو الخامسة شمال الوطن وتحديداً في محافظة صعدة... وهو الحدث الذي أسفر عن احتلال 45 قرية سعودية من قبل فرق المجاهدين قبل أن يصبحوا لاحقاً أنصار الله.. نقول إن قرارا كهذا يبدو حكيماً وواقعياً.. غير أن العتاب المعزز بآيات اللوم مرسل للأشقاء على دعوتهم للأصدقاء للتدخل في اليمن تحت البند السابع، ففي دعوة كهذه إجحاف بحق الأهل والجيران لما يمكن أن ينتج عنه، وما يمكن أن يسفر عن حدوثه- لو حدث- من أضرار ومخاطر تصيب اليمن أرضاً وإنساناً. وأولئك الذين يرون في استقدام البند السابع لليمن تأديباً للرئيس صالح وحزبه، وتقريعاً لحركة أنصار الله اليمنية، ليسوا في الواقع سوى عميان أو ضحايا رمد من الدرجة الأولى.. فالرئيس صالح لم يكن يوماً حليف حرب ولا رفيق معارك ولا داعية عبث سياسي وعسكري.. كما أن هؤلاء (الروافض) أبعد ما يكونوا عن التراجع، فيما اتخذوه من قرارات، كانت في أعيننا صواباً أو غير صواب..كما أن الجمهورية اليمنية في حاجة لعلاقات وئام مع الأشقاء لإحالة شقاق.. والدعوة لمناصرة شرعية غير مشروعة تعد ضربا من انتهاك حرمات الأخوة، وفعلاً غير موفق يزيد الطين بلة والتراب سخونة، ومن الصخور تصلباً وعنفاً وهو ما يعني التزام الأشقاء أقصى درجات الحذر والحيطة.