اليمن اليوم

حين تسمع أخباراً عن السرطان وحكايات عن المصابين به، تعتقد أن هذا المرض المرعب ممكن أن يصيب كلَّ الناس إلا أنت. لماذا نبدو بكلِّ هذه الثقة، ونكتفي بسماع آلام من حولنا ومشاركة صورهم على صفحاتنا في الفيس بوك لنتظاهر بإنسانيتنا تجاههم!! الطاقة الاستيعابية لمركز الأورام لا تكفي، لتزايد عدد المرضى كل يوم.. المرضى الذين يفقدون الثقة في الطبيب اليمني، يوماً بعد يوم، ويبحثون عن بديل خارجي في أزقة القاهرة أو في شوارع عمَّان، رغم أن لدينا كفاءات لكنها بحاجة إلى استنهاض هممها وتذكيرها برسالتها الإنسانية المقدسة، والاهتمام بها وتوفير كل ما تحتاجه. هناك جهات رسمية يجب عليها توعية الناس بأهمية الكشف المبكِّر للسرطان، وأهمية الفحوصات الدورية لمعرفة المرض في بدايته, لكننا هنا في اليمن حين نشعر بأي ألم نسارع إلى الصيدلية لشراء إبرة فولتارين لتهدئة الألم, ونقاوم دون التفكير في الذهاب للطبيب المختص لمعرفة سبب الألم، حتى وإن كان المرض الذي نشكو منه أميبيا فلن نستخدم سوى الفولتارين، وحين يزداد الألم ونعجز عن المشي يأخذننا أقرباؤنا إلى الطبيب ليقول لهم: تأخرتم، الحالة متأخرة جداً. الحالة المادية تلعب دوراً في هذا التأخر، وفي عدم القيام بفحوصات دورية.. وغياب التوعية بهذا تجعل الواحد منا لا يفكر أنه سيصاب بمرض خطير. هناك فقراء كثيرون مصابون بالسرطان، ومنهم من لا يزال في مرحلة مبكرة من المرض، وسيُشفى لو أنه امتلك بعض المال لمواجهة هذا المرض الخبيث.. وهناك تجار وميسورون بإمكان كلِّ واحد منهم أن يتكفَّل بمريض واحد فقط.. وبإمكان حملة شعبية للتبرُّع أن تبني أكبر مركز لعلاج السرطان، فالدول التي تهتم ببناء الإنسان تحرص على صحة مواطنيها أولاً.