اليمن اليوم

أعاد البرلمانيون الفرنسيون الاعتبار لباريس وللعالم المتحضر خلال تلك الزيارة الشجاعة لعدد من رجال البرلمان لدمشق والتقائهم بالرئيس السوري بشار الأسد.. وسجَّل هؤلاء البرلمانيون موقفاً سياسياً وأخلاقياً أعاد للفعل الثوري وهجه وألقه من الزاوية اليمينية بعد أن احتكرت زوايا اليسار (الثورية) والفعل الثوري لعقود عبرت، فيما ظلت أحزاب اليمين تراوح في سياساتها المضادة ذات النمطية الإمبريالية المعهودة.. أحد البرلمانيين الفرنسيين الزائرين- يمثل أحد رموز اليمين في البرلمان- قال في تصريحات عقب هذه الزيارة إنه لا يجوز لفرنسا أن تحارب القاعدة والمنظمات الإرهابية في العراق، بينما تساعدهم وتساندهم في سوريا.. ومثل هذه العبارة تفتح أبواب الأسئلة الحادة ومنها: ما هي القوى التي تقاتل في سوريا، ولماذا؟ وما مصلحة هذه القوى في دمار سوريا؟ وبأية آلية شرعية وقانونية وإنسانية تحتشد هذه القوى وتتوحد في الرؤية والموقف من أجل هدف واحد هو إسقاط نظام الرئيس الأسد؟ إن الإمبريالية والبرجوازية التقليدية تتوحد مع البروليتاريا الجديدة، كما يتوحد اليمين مع اليسار، والملكية مع الجمهورية، والديني مع العلماني، وجميعهم يصبون بوعي وبدونه جام غضبهم في سوريا، ويكدون من أجل إسقاط نظام بشار الأسد، فأي مصلحة لكل هؤلاء من أجل إسقاط نظام وطني مثل نظام الأسد؟! هناك قضايا خارج إطار الوعي الإنساني تحرك الأضداد بمواجهة عدو غير مباشر وخصم وهمي، وشكل من أشكال الندية المفتعلة، ولا شيء يمكن أن يبرر لهؤلاء الأضداد والخصوم عملية توحدهم ضد طرف واحد لا تربطهم به خصومة سوى حالة من اثنتين.. الأولى أن العالم يفقد قيمه وأخلاقه وتجره مصالح الجنون وهو صاحب المصلحة الحقيقية في دمار سوريا وإسقاط نظامه السياسي، وذلكم لا يعدو أن يكون إسرائيل.. وما دام والأمر كذلك فإن كل نظام أو جماعة تدعي صلتها بالإسلام وتقف هذا الموقف ليست سوى بندقية إسرائيلية لمواجهة المسلمين.