اليمن اليوم

ليس معنا دولة، وما تبقى معنا مجرد صور متحركة داخل هذه النشرة أو تلك الصحيفة، هي أقرب إلى خيال المآته .. وما لم يكن هناك ملتبس في الزمن اليماني "الطسيس" فليس خيال المآته إلا تلك العيدان التي يجري إلباسها الزِنين والأكوات الممزقة للضحك على العصافير في النهار والضحك على لصوص المزارع في الليل .
• ولا بأس اعتبروا ما سبق ديباجة، أما التفاصيل فتفرض القول شكراً لهؤلاء الذين أعادوا الشوارع المحيطة بدار الرئاسة وبالسفارة الأمريكية إلى سكان صنعاء الذين جرى التعامل مع مصالحهم وكأنهم من بقايا الهنود الحمر، حيث الحواجز الأسمنتية والبيادات تقطع شوارع وأنفاق وجسور بما يلحق ذلك من التعطيل لحركة المرور ولحياة الناس .
• وإذا تأكد أن حملة إزالة 42 موقعاً مغلقاً بالحواجز والموانع الخرسانية فإن القائمين على هذه الحملة يستحقون ثلاثية التصفيق والتحية والسلام من مواطنين تضطرهم طبيعة الحياة اتخاذ طرق رأس الرجاء الصالح وتكبد عناء وصبر الحركة في عاصمة يقطع شوارعها الرئيس والشيخ والقائد والوزير والغفير بنفس المثابرة وذات الصلف الذي لا يراعي في مصالح الناس إلاً ولا ذمة.
• ولن يكتمل المشهد ولو في أدنى درجاته المأمونة بدون تحريك ما هو متعثر ومعقّد للحياة كما هو حال نفق مذبح الذي سبقته جريمة إنشاء جسر ضيق أعقبه اكتشاف متأخر أنه يحتاج إلى حفر نفق تحته جرى تنفيذه هو الآخر بصورة بطيئة ماتزال توحي كما لو أن ثلث أبناء العاصمة يخضعون لعقوبة أو اختبار للأعصاب .
• في ذات السياق يكرر المستخدمون لطريق سايلة صنعاء التي تقطع العاصمة من الجنوب إلى الشمال اندهاشهم وهم يرون الطريق أسفل أحد الجسور وقد تحولت إلى إحدى العلامات التي تستفز الناس وتتلف أعصابهم وكأن من ينفذ هذا الجزء من المشروع اختار الحركة عند هذه النقطة فوق ظهر سلحفاة نافقة .
• الشكر لإزالة موانع الحركة في شوارع تحيط بالرئاسة والسفارة .. والرجاء تلمس أوجاع المواطنين فيما تبقى من خوانق الشوارع والجسور والأنفاق .
• جمعتكم مباركة .