اليمن اليوم

يعجبك حزب الإصلاح، أنه جعل هاديا بضاعة في سوقه، يرخصها ويغليها حسب منفعتها في السوق.. الإصلاح أسقط شرعية هادي عام 2014، لما كان رئيسا شرعيا، ولكنه قال بشرعية هادي في الشهرين الأخير من هذا العام، وقال بشرعيته بعد أن استقال، وبعد أن فقد شرعيته، وتحول إلى رجل عصابة. في حرب الإصلاح مع أنصار الله في الجوف، قال الإصلاح إن شرعية هادي سقطت، لأنه لم يأمر الجيش بمساندتهم في الحرب.. وقبلها قالوا إن شرعية هادي سقطت منذ اليوم الأول لما سموه تآمره على السلفيين في دماج، وفي حربهم مع أنصار الله في حاشد، قالوا إن شرعية الرئيس هادي سقطت، يوم سمح بسقوط مشيخة الأحمر، وفي حربهم مع أنصار الله في عمران طالبوا الرئيس هادي بزج الجيش إلى جانبهم، ولما قال إنها حرب بين طرفين ولا علاقة للدولة بها، قالوا لقد فقد شرعيته، وزكوا سقوط شرعيته بسقوط اللواء 310، ولما دخل أنصار الله إلى العاصمة وأسقطوا الفرقة الناجية، قالوا: الآن سقطت شرعية الرئيس نهائيا. قالوا: سقطت شرعية هادي بمجرد سقوط محافظة كذا، وسقطت شرعيته بخذلانه الجيش، وسقطت شرعيته بتخليه عن صاحبهم اللواء محسن الأحمر، وسقطت شرعيته باستقوائه بالخارج، وقالوا إن أفعال الرئيس هذه عوامل ودلائل كافية على أنه فاقد الشرعية، وحكومته أيضا فاقدة الشرعية مثله.. كل هذا السقوط والإسقاط قال به حزب الإصلاح، لأن هادي لم ينفعهم كثيرا، فما فائدة هذه البضاعة التي لا تنفع كثيرا إذاً؟ أما وقد قدم هادي استقالته، وقبل ذلك قبل استقالة حكومته، وبعد أن فقد شرعيته، وصار رجل عصابة، ويسمح للقاعدة واللجان الشعبية الأبينية بإسقاط محافظات جنوبية، ويسمح لها بقتل الجنود ونهب المعسكرات ومؤسسات الدولة في الجنوب، وأما وقد صار يستجدي من مجلس الأمن للتدخل العسكري، ويطلب من الجيران إرسال قوات درع الجزيرة، فإن هادي الذي هذه أفعاله وصفاته، قد أصبح الرئيس الشرعي بنظر الإصلاح، لأنهم يعتقدون أنه قد يكون مفيدا لهم، فهو شرعي لأنه يلتقي معهم عند نقطة، وهو شرعي لأنه قربهم، وهو شرعي لأنه ضرب لهم القوات الخاصة، التي كانا يسمونها الأمن العائلي، وهو شرعي لأنه قرب منه تنظيم القاعدة حليف الإصلاح، وهو شرعي لأن فوزه قد يكون محتملا، وفي فوزه لهم فائدة، وهو شرعي لأن السعودية ترضى عنه، ومن المفيد للإصلاح أن يقول بشرعية غير الشرعي، ما دامت السعودية ترضى عنه، لكي ترضى عنهم السعودية.