اليمن اليوم

المبادرة التي قدمها الاشتراكي، يا راقصة بالغدرة محد يقولك "ياسين".. ومع ذلك يبقى موقف الاشتراكي أشرف من موقف حليفه حزب الإصلاح، فعلى الأقل الاشتراكي يضع مطلب إيقاف العدوان السعودي في المرتبة الثانية، بينما حزب الإصلاح لا يطلب إيقاف العدوان السعودي، بل يطالب بأن يكون هذا العدوان أكثر شراسة في القتل والتدمير على أرض اليمن. السعودية، العدو التاريخي للشعب اليمني تسوق – وحزب الإصلاح يسوق بضاعتها- أن عدوانها على الشعب اليمني، جاء بدافع إسقاط الهيمنة الإيرانية في اليمن.. ليس لليمن مع إيران حدود برية، وإيران ليست جارة لليمن، وإيران بعيدة عن المجال الجوي اليمني، إيران أبعد ما تكون عن مواني اليمن البحرية، وإيران رغم شيعيتها، هي دولة حداثة، وفلسفتها براجماتية، وتهمها مصالح شعبها، ونفطها، وتجارتها، ولم تهتم بما يحدث من عدوان على الشعب اليمني، لأن هذا العدوان لا يهدد مصالحها، وأكثر ما فعلته في هذه الأثناء أنها أرسلت سفنها الحربية إلى بحر خليج عدن ومضيق باب المندب لصون أمن خطوط الملاحة البحرية الإيرانية، ومصالح إيران في المياه الدولية، ولو كان العدوان السعودي على الشعب اليمني يمثل خطرا على إيران، لما تجرأت السعودية على هذا العدوان، لأنها ببساطة ليست شيئا ذا وزن مقارنة بإيران. أين هم الإيرانيون، وأين هيمنتهم في هذي البلاد، لكي تبرر به السعودية عدوانها على الشعب اليمني؟ إيران والسعودية في حالة ود رغم الخلافات التي تسوق ظاهريا، ولإيران تواجد عميق في عمان والكويت، وهما عضوان في مجلس التعاون الخليجي، وقطر حليف معروف لإيران، وهي عضو في مجلس التعاون، بل حالفت إيران نكاية بالسعودية أيام الملك عبد الله.. بينما اليمن، لا وجود فيها لأي نفوذ أيراني، ولا هي عضو في مجلس التعاون الخليجي، ولكن العدوان السعودي عليها كان لا بد له من مبرر مهتري، وحزب الإصلاح يسوقه لها. تقول السعودية إنها تحارب النفوذ الإيراني، وتحفظ أمنها القومي، بالعدوان العسكري على الشعب اليمني، هل النفوذ الإيراني موجود في قرى صعدة، التي تقوم طائرات العدوان السعودي بقصفها، وقتل سكانها، وهل تحارب إيران بقصف مباني سكنية في حي الجراف، وقصف وزارة الاتصالات، بالعاصمة، وقصف مزارع جعولة، والمدينة الخضراء، و صوامع القمح والدقيق، في عدن، وقصف قاطرات النفط والغاز ومركبات نقل الدقيق، كما حدث أمس، ومن قبل قصف مصانع انتاج الزبادي والزيت؟ لقد دمر العدوان السعودي الجيش والأسلحة، وبعد أن فرغ من ذلك شرع في نسف المنشئات المدنية، وفي تدعيم الإرهابيين.. إنه الحقد السعودي.