اليمن اليوم

أحتفظ في أرشيف الصور الفوتوغرافية بأكثر من صورة مع الإعلامي الشاب الشهيد محمد شمسان، المذيع في قناة اليمن اليوم، الذي كان أحد ضحايا قنبلة فراغية أرسلها العدوان السعودي الأمريكي إلى أم المدائن صنعاء، لا لتضرب معسكراً ولا لتدمر مخزناً للأسلحة، وإنما لتقتل أكبر عدد من اليمنيين وتدمر ما وصل إليه تأثيرها من المنازل والمكاتب والسيارات، ولا أظن محمد شمسان، وهو يُسْلِم روحه إلى بارئها بقصف فاجر من تحالف الفجور والعدوان، إلا كان يكتب قصة إنسانية لضحايا سبقوه إلى دار الخلود، فإذا هو يتحوَّل إلى حكاية إنسانية في كتاب العدوان الهمجي البربري على اليمن . • هذه اللقطات الفوتوغرافية من حفل تخرج محمد شمسان ضمن الدفعة التاسعة عشرة من كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون.. وفي كل صورة يظهر محمد شمسان مبتسماً للمستقبل وهو يرتدي زي التخرج ووشاحه المزدان بشعار "إعلامنا حوار". • كانت تلك اللقطات تسجيلاً لأول لقاء يجمعني بهذا الشاب، قبل أن تأتي أم القنابل لتقصف عمره وأعمار شباب وبنات، لتدمي عيون أمهات وآباء وزوجات، بعد أن حولت أجساد المئات إما إلى أشلاء أو إلى نزلاء في مستشفيات ضاقت بالضحايا، لكنها لم تُشبع قلوب القتلة ولن. • اللافت أن ضرب صنعاء بأم القنابل جاء بعد إعلان الناطق باسم العدوان قائمة بحجم الدمار الكبير الذي أحدثه في مختلف المؤسسات الحيوية، مع إشارة إلى أن ما تبقى في المرحلة الثانية هو خليط من المهام ذات الطابع الإنساني وشيء من قطع الإمدادات، فإذا بما نشاهده ونعيشه هو الانتقال إلى المزيد من القتل وبأكبر قنابل وصواريخ التدمير للحياة. • ولم يكن التدمير الشامل لمحافظة صعدة وجريمة جسر طريق سمارة المتمثلة في قصف رتل من السيارات لتجميع المزيد من المواطنين، وتعزيز ذلك بقصف آخر لضمان إزهاق المزيد من الأرواح إلا أحد عناوين عدوان ظالم وجائر تحركه أحقاد تستهدف اليمن، سكاناً وجغرافيا، لمجرد إشباع نزعات غارقين في غرور تحالف المال مع نزعات الغدر والنفاق. • استهداف محمد شمسان ورفاقه من قناة اليمن اليوم وغيرهم جاء في سياق الجوع المجنون إلى المزيد من إراقة دماء اليمنيين واستهداف روح الصبر والممانعة، وقبل وبعد ذلك إسكات صوت اليمن اليوم تنفيذاً لتهديد سابق جرى الإعلان عنه بصريح أقوال طائر الخراب في قوى العدوان.. وهنا أيضاً يمكن القول إن قصف قناة اليمن اليوم كان استكمالاً لما كانت تعرضت له من الاجتياح والنهب من قبل حرس هادي وهو ما يزال في صنعاء. • حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.