اليمن اليوم

قد تكون اليمن قشَّة، في نظر العدوان السعودي، لكنها القشة التي ستقصم ظهر البعير حين يتم وضعها عليه، لأن هذا البعير مُثقلٌ ولم يعد قادراً على حمل هذه القشة. كان بإمكان آل سعود أن ينظروا إلى اليمن على أنها القشة التي يتعلَّق بها الغريق، لكنهم اختاروا أن تكون القشة القاصمة وليس المنقذة. النصر لا يُقاس بكثرة الجيوش، ولا بكثرة الأسلحة والطائرات، ولا بالغارات الليلية الجبانة.. لأن مفهوم النصر ما زال بعيداً عن الوعي البدوي الذي ما زال يحمله آل سعود، رغم خزائنهم المليئة مقابل رؤوسهم الفارغة. لم يتجاوز عدد الحسين وأصحابه، في معركة كربلاء اثنين وسبعين، بما فيهم الأطفال والنساء، وكان جيش يزيد بن معاوية يتجاوز أربعة آلاف رجل.. قتل جيشُ يزيد أصحابَ الحسين، وسَبَوا نساءه وأطفاله، وساقوهم مُكبَّلين من العراق إلى دمشق حيث قصر يزيد، وقتلوا الحسين، أيضاً، ورفعوا رأسه على الرماح.. ولأن النصر له مقاييس أخرى فقد انتصر دم الحسين على سيف يزيد بن معاوية، الذي حاول إبادة ذلك البيت بتصفية جسدية في تلك المعركة.. لكن: أين هو يزيد بن معاوية اليوم، وأين هو الحسين بن علي؟؟ رغم أن بني أمية كانوا يمتلكون دولةً وجيوشاً وأسلحة وعبيداً ومرتزقة، وكانوا آلافاً مؤلفة، هل تبقى لهم عرقٌ ينبض؟ حاولوا إبادة الحسين وأصحابه فأُبيدوا هم، وانتهت دولتهم وانطفأ ذكرهم، وانقرض نسلهم في غضون ثمانين عاماً، فقط!! بعد التعيينات الجديدة التي أصدرها المجرم سلمان ستنقسم الأسرة المالكة، وسيذهب العديد من الأمراء إلى أوروبا وسيفتحون قنوات فضائية جديدة لمحاربة سلمان، إن لم تحدث حالات وفاة غامضة.. فهناك مثل يقول: إذا أعطيتَ الأحمق سكيناً فقد قتلته.