اليمن اليوم

تندرج زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السعودية برفقة وزير خارجيته ورئيس مخابراته في إطار الترتيبات للزج بمصر مباشرة في العدوان على اليمن، بعد أن فشلت السعودية في استقطاب بعض الدول مثل باكستان وتركيا، فلم يعد أمامها سوى أن تستغل حاجة المصريين للمال وتضغط عليهم للمشاركة رغم أن مصر لديها هموم داخلية أكبر من هم التدخل في اليمن، ولو أن المال الخليجي ربما يغري بعض ضعفاء النفوس من المصريين وغيرهم ليكونوا ضمن فريق العدوان على الشعب اليمني العربي المسلم. وأنا من هنا يمكنني أن أوجه بعض الأسئلة للرئيس السيسي وأقول له هل تعرف أن دول الخليج تريد أن توقعك في المصيدة من خلال إقحامك في الحرب التي تشنها على اليمن؟ أم أنك ستدخل الحرب من أجل الحصول على المزيد من الأموال من الخليجيين ولو على حساب دماء الشعب اليمني وتدمير مقدراته وبنيته التحتية؟ أم أن هناك حسابات أخرى لمصر في دخولها هذه الحرب الظالمة والغاشمة؟ وهل أسالت لعابك الأموال الهائلة التي ضختها دول الخليج لمصر وأعمت عينك عن الحقيقة لتضرب بكل الأعراف والمواثيق القوانين الدولية وقبلها بمواثيق الأخوة العربية والإسلامية؟. ربما يعلن السيسي انضمامه لحلف الشيطان للاعتداء على بلد عربي شقيق، ولأنه حديث على السياسة فربما لا يعي تماماً أن السعودية ودول الخليج تريد أن تنصب له شركاً ليغرق الجيش المصري في اليمن، كما غرق في الستينيات من القرن الماضي عندما تكبد خسائر كبيرة وهائلة واضطر للانسحاب والعودة إلى بلاده يجر أذيال الخسارة والخيبة، وهذا ما سيحصل له مرة أخرى لو جاء إلى اليمن مرة أخرى. أعتقد أن على الرئيس السيسي ومن الأفضل له أن يتوجه للداخل المصري ويعالج مشاكل بلاده الداخلية ويواجه التحديات التي تواجه مصر من الإرهاب ومن إسرائيل التي بلا شك ستكون أسعد الدول بتدمير الجيش المصري وإلهائه بالتدخلات في ليبيا وغزة ومصر والآن في اليمن وتغيير عقيدة الجيش المصري من مواجهة العدو الصهيوني إلى مواجهة بلدان عربية شقيقة وقتل المواطنين العرب بيد إخوانهم المصريين، بدلاً من قتل العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وهو العدو الصهيوني. أعتقد أن المائة مليار دولار التي حصلت عليها مصر من دول الخليج كثمن لدماء الشعب اليمني العربي المسلم ستعود على مصر والمصريين وبالاً وخسراناً، كما أن محاولة السيسي لزعامة العرب ستبتعد أكثر وهي بعيدة جداً لأنه بتبعيته للسعودية لن يكون زعيماً إطلاقاً، فالتابع يظل عمره تابعاً مهما حاول، وهناك أمر مهم فتصرفات السيسي أيضاً جعلت الشعب المصري العظيم شعباً ذليلاً منكسراً وتابعاً لدول الخليج وينتظر بقايا ما يتفضلون به عليه. عموماً يجب أن يعي الشعب المصري وقيادته أن تدخلهم في اليمن سيكون خطأ تاريخياً كبيراً لن يغتفر ولن يمحى بسهولة، بل إن مصر ستدفع ثمناً غالياً من دماء أبنائها الذين سيتم إرسالهم ليموتوا في اليمن دفاعاً عن أمراء الخليج، ولابد أن يعرفوا أيضاً أن البوصلة الحقيقية للجيش المصري ولكل الجيوش العربية والإسلامية هي نحو القدس لتحريرها من دنس الصهاينة، وليس اليمن الذي يفترض بهؤلاء أن يساعدوه ويدعموه للخروج من أزماته التي أدخلوه هم فيها، وسيظل أبناء اليمن كما كانوا دوماً هم خير عون وسند لكل العرب، لأنهم أصل العروبة، ولا يجب أن يتم ضربهم وحصارهم بأيادٍ عربية، وعلى مصر أن تتنبه للمصيدة التي يراد إدخالها فيها لتدميرها وتدمير جيشها.