اليمن اليوم

حدد الرئيس علي عبدالله صالح (جنيف) مكاناً للحوار، وهو ما تم حسب إعلان الأمم المتحدة رغم (55 يوماً) من القصف الجوي والبري والبحري الذي تشنه السعودية لفرض خياراتها التي بمقدمها الموافقة على الحوار في الرياض. سياسة فرض الخيارات باستخدام العصا انكسرت في اليمن وانكسرت معها مكانة الرياض وهيبتها وتقديرها، وفتحت بعدوانها على اليمن باباً لملاحقتها قانونياً وحقوقياً على مستوى دولي واسع بتهم جرائم حرب اقترفها حكامها الذين لا يبدو أنهم قادرون على إجراء مراجعة من شأنها أن تؤدي إلى وقف العدوان تمهيداً للبدء بعملية تستهدف ترميم روابط الجوار التي أصابها الدمار الشامل. كما أعلنت جنيف مكاناً للحوار بين اليمنيين، فإن لقاءً آخر هناك سيضم اليمنيين والسعوديين لاحقاً. الاستعلاء والغطرسة وغرور القوة، مثّل الدافع الرئيس للعدوان السعودي لفرض خيارات على بلد آنست فيه التمزق والضعف وتوسمت في تدميره وإخضاعه تبوأ مكان في خانة الدول العظمى، والأمراض النفسية هي ذاتها المحفز على المضي في الحرب واعتبار التراجع عنها تغييباً عن تصدر المشهد، لكن ما لم تعلنه السعودية هدفاً عسكرياً - رغم أنه بيت القصيد - هو المشروع الديمقراطي اليمني الناشئ. تقول الرياض أنها تريد تأمين حدودها من الصورايخ الباليستية. وفي الواقع فإن حربها تستهدف تأمين النظام من عبور خطر الانتخابات والبرلمان واختيار الحاكم، فماذا تحقق؟ عشرات الآلاف من أطنان الديناميت نجحت في تدمير مقدرات الحياة، لكنها فشلت في كسر إرادتنا في الحياة والكرامة. مليارات الرشى نجحت في إغلاق قنواتنا التلفزيونية وحجب القنوات العالمية عن جرائم الحرب، لكنها فشلت في كسر إرادتنا على توثيقها وإبلاغ العالم أن السعودية مملكة يديرها أمراء حرب وأمراء داعش والقاعدة، وأنها دولة الجريمة ومركز التآمر على شعوب الأرض، ولا يجوز أن تكون مكاناً للحوار.