اليمن اليوم

من السذاجة والضعف والهزيمة الداخلية تبرير قصف صنعاء بحجة أن فيها مخازن أسلحة أو مدرعات أو دبابات مُخزنة في مواقع حولها، كل العواصم العربية فيها نفس تلك المواقع والمعسكرات، كنت قبل قليل في منطقة وسط العاصمة اللبنانية بيروت وشاهدت مدرعات مجنزرة للجيش اللبناني وقيل لي أن هناك مواقع للجيش فيها أسلحة ومدرعات ودبابات داخل بيروت وفي مواقع حولها. في مصر كذلك، هناك معكرات للجيش المصري في وسط القاهرة، فيها دبابات ومدرعات ومخازن هائلة للأسلحة. ما دخل السعودية لتحدد لنا أين نبني مخازننا ومعسكراتنا، هذا شأن داخلي، وإذا كان هناك من خطر على السكان في وجود تلك المخازن هو في حال وجود أخطاء في التخزين، قد تؤدي إلى اشتعال حريق، أما الاستخدام فيمكن للنظام -في حال اتخذ قرار بقمع وحشي للمدنيين- أن يستقدم أي معسكر يبعد عن صنعاء بضعة كيلومترات في ساعتين أو أكثر وينقل الدبابات عبر ناقلات عملاقة. من يبررون لقصف صنعاء بسبب وجود تلك المخازن مهزومين من الداخل، ولا يميزون بين انقلاب الحوثيين على السلطة وحقنا جميعاً في معارضته، وبين أن يكون ذلك مبرر لدولة أخرى أن تدك صنعاء على رؤوس الملايين من ساكنيها بحجة وجود مخازن وأسلحة ومدرعات. ارفضوا انقلاب الحوثيين، وعارضوهم، وحتى شنوا حرباً مسلحة عليهم، لكن لا تبرروا لدولة أخرى لتحدد لنا أماكن وضع السلاح، تلك أعذار قبيحة، فقد قصف حتى الأمن المركزي وهو وحدة أمنية متخصصة بالأمن وليس بالحروب المدرعة، ووجدت السعودية الكثير من التبريرات من عيال العاصفة في الداخل والخارج ومن المهزومين لتبرير تلك الجرائم. من العيب بعد كل جريمة سعودية أن نقول: الحوثيون السبب، وكأنهم انقلبوا على آل سعود أو فتحوا معركة معهم قبل العدوان. راجعوا أنفسكم قليلاً واستخدموا العقل والمنطق وغادروا عقلية التبرير المستمر والفجور في الخصومة مع الحوثيين، حتى عندما يقصف مقر لهم وفيه مساجين يتم التبرير بأنهم استخدموهم كدروع بشرية مع أن القتلى من الحوثيين في نفس المقر أضعاف القتلى من غيرهم. ما هذا السخف الذي وصل إليه البعض؟.