اليمن اليوم

لو أن أحداً شاهد الاحتفالات التي يقيمها بقايا سكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر) كل عام ليتذكروا فيه تاريخ الاحتلال الأبيض لقارتهم.. ولو أن أحداً يشاهد كيف يقيمون مهرجاناتهم في يوم معين من كل عام وفي لحظة الغروب يتذكرون غروب شمسهم في أوطانهم.. ولو أن أحداً يسمع تراتيلهم وهم يرددون نبوءة قديمة بقِدم الاحتلال تبشرهم أن مملكتهم ستعود وأنهم سيطردون الغزاة من وطنهم كل هذا على مرأى ومسمع من الاستيطان الأمريكي الذي يظن أنه سيخلد في هذه البلاد.. لو أن أحداً رأى ذلك كما رأيته أنا لقلب كفيه عجباً.. **** ولكن هذا هو الحال لأن الاحتلال في حياة كل الشعوب والبلدان حالة عارضة وتنتهي مهما طال أمدها .. لتنظر إلى العراق الذي قادت فيه أمريكا تحالفا دوليا لإنهاء الحكم الوطني فيه بشتى الذرائع، وجاء معه أولئك الخونة والعملاء الذين يبيعون للغزاة تراب أوطانهم وماء وجوههم ..هل استقر العراق ؟ هل خمدت جذوة المقاومة ساعة واحدة منذ الغزو ؟ وبرغم أن الجزء الأكبر من قوى الاحتلال قد غادر العراق تحت ضربات المقاومة الباسلة إلا أن وجود أحذيته الذين جاء بهم لم تهنأ بساعة أمن ولن تهنأ حتى يعود الحق إلى نصابه ويذهب الغازي وهيمنته وأذنابه .. **** لسنا بدعاً من البشر وقد غزتنا قوى الأعراب مسنودة بالقوى الصليبية والصهيونية إلى بلادنا، وقدم بهم أذنابهم ومسترزقوهم والحرب بيننا سجال مهما اختل الميزان ومهما بلغ صلفهم وغرورهم وادعاءاتهم فعليهم أن لا ينسوا حقيقة إننا قد نُحتل حتى آخر حفنة تراب ولكننا لن نستسلم ولن يبقى الاحتلال ولا أعوانه .. وقصيرة هي السنون في مواجهة بيننا وبين الأعداء ورخيصة الدماء ولكن النصر حقيقة نراها كما نرى قرص الشمس في رابعة النهار . شيء آخر ينساه البعض ونعيشه حقيقة واقعة أن دول الأعراب وفي مقدمتها دولة الشر الكبرى في نجد قد دعتنا لنحقق نبوءة قديمة بقِدم التبع اليماني أسعد الكامل وبقدم البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام أن الملك في العرب كله ـ فضلا عن نجد والحجاز ـ سيئول إلى حمير وسنخلفهم على هذه العروش التي لم تعرف العز يوماً من أيامها .. إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا *** في الأخير نقول لمن جاء بالغزاة ومن جاء بهم الغزاة : نحن نفرق بين فريقين ..فريق طلب الباطل فأصابه وفريق طلب الحق فأخطأه .. الأخيرة والذي هو منا ونحن منه وإن اخطأ فيسهل تصويبه .. والأول لا هو منا ولا نحن منه.. وهو حيث وضع نفسه وما يصيبه من نجاحات وقتية لن تدوم ولن يرفع بها رأساً على مؤمن.