اليمن اليوم

حين تبنّت قيادة الحزب الاشتراكي الانفصال في 94م، وقفت قواعد الحزب وقيادات وسطية وعليا مع الوحدة منحازة لمبادئ الحزب والتاريخ النضالي لليسار عموماً الذي مثلت الوحدة ركيزة أساسية في كل منعطفاته واختاروا قيادة جديدة للحزب بدلاً من الانسياق كقطعان وراء خيارات القيادات الانفصالية وقراراتها، ولو لم يتركوا التصفيات والثارات السياسية والأيديولوجية لما قبل الوحدة ويتم السطو على قوات الحزب كغنيمة حرب لواصل الحزب الوحدوي قيادة اليسار بقوة في مواجهة اليمين الإسلامي ضمن مسيرة عمل سياسي متوازنة لن يكون في ظلها مسرحون قسريون ولا قضية جنوبية دون انتظار لعودة ياسين نعمان. اليوم تقف غالبية قواعد أحزاب اليسار عموماً وقياداته الوسطية والكثير من قواعد الأحزاب اليمينية وقيادات وسطية في صف الوطن وتقاتل مع بقية القوى السياسية الأخرى في خندق الدفاع ضد عدوان التحالف السعودي، لكنها لا تزال محتفظة بقياداتها من المرتزقة الذين يتسولون في الرياض ويقاتلون في صف العدوان. يحتاج الوطنيون الاشتراكيون والناصريون والإصلاحيون وغيرهم ويحتاج الوطن منهم أن يختاروا قياداتهم الوطنية البديلة ويقاتلوا كأحزاب وقوى سياسية لا كأفراد أو كوادر في أحزاب. من المهم أن تحتفظ الخارطة السياسية بملامحها بدلاً من الذوبان، ولا يستقيم عقلاً أن يقود الوطنيين في تلك الأحزاب مرتزقة.. لن يعود أولئك المرتزقة حتى في ظل معالجة سياسية، فالمسلحون الذين فقدوا أعزاءهم في هذه الحرب كثير والكثير منهم لن يبالي بما تتمخض عنه أي طاولات مفاوضات سياسية. يحتاج الوطنيون في الأحزاب والقوى السياسية التي ذهبت قياداتها إلى الرياض أن ينحازوا لأدبيات وبرامج أحزابهم السياسية ويختاروا قياداتهم الوطنية، كما فعل الاشتراكيون الوحدويون في 94م، ويحتاجون من القوى السياسية الأخرى دعم مثل هذا القرار الشجاع حتى لا ينتظر الناصريون مثلاً عودة المخلافي المرتزق كما انتظر الاشتراكيون المحاربون من قبل عودة المرتزق ياسين سعيد نعمان.