اليمن اليوم

اجتمع ممثلو قبائل قريش في دار الندوة، لبحث كيفية التخلص من الرسول محمد، وقالوا: لا يشترك معنا أحد من أهل تهامة، لأن هواهم مع محمد، وقد يكشف الخطة التي سنتفق عليها.. اجتمع أمية بن خلف، وأبو سفيان بن حرب، وعتبة بن ربيعة، والنضر بن الحارث، وأبو جهل بن هشام، وأبو البختري بن هشام، وأبو الأسود بن ربيعة، وغيرهم، وعند باب دار الندوة- حيث ستنسج المؤامرة- وقف شيخ جليل حسن المظهر يرتدي ثوبا غليظا، فسألوه: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد، علم بخبركم فحضر يسمع، وعسى لا تعدموا منه رأيا ونصحا، فأدخلوه معهم.. وبدأوا تداول الرأي حول التخلص من الرسول محمد الذي زاد أتباعه في مكة والمدينة.. قال أبو البختري بن هشام: نقيده بالحديد ونودعه مكانا خفيا حتى الموت، فقال الشيخ النجدي: ما هذا برأي، فخبره سيخرج من وراء الباب إلى أصحابه فيثبوا عليكم ويخرجوه، فانظروا في رأي غير هذا.. قال أبو الأسود بن ربيعة: نخرجه من أرضنا، فقال الشيخ النجدي: وهذا أيضا ليس برأي، فالرجل حسن الحديث حلو المنطق، فستخرجونه إلى أرض أخرى ويؤثر في أهلها، ويغلب عليهم بقوله فيتابعوه، ثم يسير بهم إليكم حتى يقاتلكم بهم، فانظروا رأيا غير هذا الرأي.. قال أبو جهل بن هشام: نختار من كل قبيلة شابا جلدا نسيبا شريفا، ونعطي كل واحد منهم سيفا صارما، فيهجمون على محمد فيضربوه ضربة رجل واحد، فيقتلوه، ويتفرق دمه بين جميع هذه القبائل، ولن يجد بنو عبد مناف أمامهم سوى القبول بالدية، لأنهم لا يقدرون على حرب جميع القبائل، وهنا قال الشيخ النجدي: هذا هو الرأي، القول ما قال الرجل، ولا رأي غيره .. وهذا ما أجمع عليه المتآمرون في دار الندوة.. وما سبق ورد في سيرة ابن إسحاق الذي ولد عام 85 هجري، نقلا عن ابن عباس، وتجدونه في سيرة ابن هشام..وقال عبد الرحمن السهيلي الأندلسي، إن هذا الشيخ النجدي، هو نفسه الذي كان قد برز أثناء تحكيم قريش لمحمد عندما اختلفوا حول من يرفع الحجر الأسود إلى ركن الكعبة عندما هدموها وأعادوا بناءها، وكان ذلك قبل بعثة الرسول بخمس سنوات، حيث صاح الشيخ النجدي فيهم قائلا: يا معشر قريش، أقد رضيتم أن يليه هذا الغلام، دون أشرافكم وأسنانكم؟.. فمن هو هذا الشيخ النجدي؟ قال ابن إسحاق: إنه إبليس عليه لعنة الله، ظهر لهم بهيئة شيخ نجدي جليل، وقال السهيلي: إنما ظهر لهم بهيئة الشيخ النجدي لأنهم قالوا لا يحضر معنا أهل تهامة لأن هواهم مع محمد.. لكن، لم لا يكون الشيخ النجدي شخصية حقيقية، خاصة وأن الأحاديث عن قرن الشيطان في نجد كثيرة؟ وأيضا لماذا حذف اسم الشيخ النجدي وأخباره من كتب السيرة التي تدرس لطلابنا في المدارس؟