اليمن اليوم

بعد عبدالله غراب ندين بالشكر لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فالأول بكذبه عرفنا كم كنا مخدوعين بتصديق الـ"بي بي سي" وموهومين بتلك المؤسسة البريطانية العملاقة التي لازمت فنجان القهوة في صباحاتنا وظلت لعقود نافذتنا المحببة للإطلال على العالم ومصدرنا الموثوق لمعرفة ما يدور فيه، أما السيد كاميرون فإن صراحته بالأمس أمام مجلس العموم وهو يتحدث عن الخبراء العسكريين الذين أرسلتهم حكومته إلى السعودية لدعم العدوان ومساندة الإرهاب على بلدنا وتحديد الأهداف التي تستهدفها طائرات التحالف السعودي قد كشفت لنا مدى خسة وضحالة الدولة التي ما زال يحيطها في مخيلتنا بهرج إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس بعظمة حضارتها ومدنيتها وفلاسفتها وعلمائها وقيم الفروسية والنبالة وجلالة التاج الذي تنبثق العدالة من ضميره. أمام أعرق مؤسسة دستورية سنت للعالم قوانينه وللديمقراطية مبادئها يعلن كاميرون أن دولته تشرف بهز ذيله عند أقدام صبي سعودي شبعت الصحافة البريطانية منه سخرية وغصت صفحاتها بالتندر على خلقه وخلقه أرسل خبراءه العسكريين يرسمون لطائرات أهمج أوتوقراطية في التاريخ طريقها لقتل أطفالنا ونسائنا وتدمير معبد سبئي ومدينة أثرية وإلقاء القنابل العنقودية على أحيائنا وأسواقنا ومزارعنا. نعلم العلاقة غير الشرعية بين سروال المؤسس ومعطف السياسة البريطانية ونعرف الدور القذر للـ MI6 في أفغانستان وإيران وباكستان والعراق وسوريا وتظاهرات الربيع العربي ولا ننسى أن أبو حمزة المصري كان يخطب في الهايد بارك فيما خليته وولده يفجرون المدمرة كول في خليج عدن وندري لماذا أرسلت بريطانيا مبعوثاً خاصاً لهادي، لكننا نشكر السيد كاميرون البشير على جعلنا نعرف بوضوح أكثر أن مارتن لوثر هو من يشحذ سكين الأصولية لجلال بلعيدي وسيدة قصر باكجنهام قد أصبحت شغالة في خيمة محمد بن سلمان.. شكراً كاميرون شكراً عبدالله غراب