اليمن اليوم

يطلب منك الوهابيون وأضرابهم تجنب الضحك والمزاح والسخرية، بزعمهم أن هذه من المحرمات.. مطلوب تكون معكر المزاج ومعكرا للآخرين، غشوم.. فلا تطيعونهم، فالرسول كان ممازحا، ويقول الصدق في مزاحه، ومن بين أصحاب الرسول ممازحين وساخرين لهم مقالب من النوع المفجع.. من هؤلاء نعيمان بن عمر وسويبط، خرجا مرة مع "أبو بكر" في تجارة إلى بصرى الشام، وكان نعيمان مسؤولا عن زاد الرحلة، وغاب أبو بكر لبعض حوائجه، وشعر سويبط بالجوع، فقال لنعيمان: أطعمني، أنا جوعان، قال نعيمان: لا، حتى يحضر أبو بكر، فقال له سويبط: أطعمني، وإلا والله لأغيظنك، فلم يطعمه.. فمر رعاة إبل، قال لهم سويبط: أتشترون مني عبدا؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، وسيدعي أنه حر، فإذا قال لكم ذلك وتركتموه تكونوا قد أفسدتم علي عبدي، فلا تصدقوا مقالته.. قالوا: نشتريه منك، قال: بعشر إبل ، قالوا: قبلنا، ثم اقبلوا على نعيمان واقتادوه بحبل من عنقه، ونعيمان يقول لهم: إن صاحبي يستهزئ بكم، فأنا حر ولست عبدا، قالوا: قد عرفنا خبرك.. وساقوا معهم نعيمان عبدا، ولما عاد أبو بكر سأل عنه، قال له سويبط: بعته! فأدرك أبو بكر القوم وسلمهم أبلهم واستعاد طعيمان.. وقريب من هؤلاء الساخر الآخر سلمة بن سلامه، كان مع الرسول وبعض أصحابه يتقصون أخبار قريش، فمر بهم أعرابي على ناقته، سألوه عن تحركات قريش فلم يجدوا عنده ما يفيد، ثم قال له سلمة بن سلامة: سلم على رسول الله، قال البدوي: أوفيكم رسول الله؟ قال نعم، فتقدم نحو الرسول وسلم عليه ثم قال: إن كنت رسول الله حقا، فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه؟ قال له سلمة: لا تسأل رسول الله، فأنا أخبرك عما في بطن ناقتك، أنت نزوت عليها، ففي بطنها سخلة!! فقال الرسول لسلمة: مه، أفحشت على الرجل.. وقال الضحاك بن سفيان بعد أن بايع الرسول: لي زوجتان، أطلق واحدة منهن وتتزوجها بدل هذه الحميراء، يقصد عائشة، وكان الضحاك دميم الصورة، فقالت له عائشة ساخرة منه: أهي أجمل أم أنت؟ قال: أنا . هذه مختارة هذه الجمعة، وإلى جمعة تالية، وقد رأيت أن يكون مقال الجمعة مختارا من التراث السهل والقريب، والضحضاح هو مكان الماء الذي بمتناول اليد.. بقي أن أوضح أن غياب هذا العمود في بعض الأيام، مرده إلى متاعب صحية وأخرى، أرجو أن تزول، وليس للأمر علاقة بموقف ما، أو شيء مما يتكهن بعض القراء.