يدس أنفه حتى في الزبالات.. يتاجر بكل شيء، بدءاً بنفسه وانتهاء بالله.
يبيع ويبيع.. النفس، والصديق، الحزب، وطنه، الدولة التي تستضيفه، الكل للكل، وينفق كل ثمن على صفقة رخيصة أخرى ليقف على باب القبر عارياً إلا من الخيانة، مردداً (ألا أونا ألا دو)، إنه مراسل أجهزة المخابرات الأجنبية والعربية عبدالله الأصنج.
في شبابه تنقَّل كالجرذ بين الأحزاب والمنظمات التي نشأت في عدن، يبث الفرقة والعداوة في صفوفها، وكلما انشق حزب غادره إلى آخر، حتى فرَّ من الجميع إلى صنعاء، حيث تنقل وزيراً للخارجية والاقتصاد والمواصلات، ومستشاراً للرئيسين الحمدي وعلي عبدالله صالح، ليُدان بعد سنوات قليلة بالخيانة العظمى ويخرج بعفو رئاسي هارباً إلى السعودية.
عاد الأصنج إلى اليمن ليتآمر على الوحدة ويفر مجدداً مع الانفصاليين، وبقي متنقلاً بين العواصم، عارضاً سلعة الخيانة لكل مشترٍ مقابل المزيد من صفحات التعريف المخجلة لكل قريب فقط.. فليس له حبيب.