اليمن اليوم

 فشلت أمس اللجنة الفرعية المكلفة بإزالة الاستحداثات وتهدئة الأوضاع في عمران وما حولها، لليوم الثاني في إقناع الطرفين- الإخوان المسلمين والحوثيين- إخلاء المواقع العسكرية التي يتخندقون فيها، فيما رفض قائد الشرطة العسكرية توزيع أفراده واستلام أي موقع قبل إخلائه من المسلحين بشكل تام. وقال مراسل "اليمن اليوم" في عمران إن اللجنة الفرعية (الرباعية) الخاصة بعمران توزعت إلى أربع مجموعات، الأولى زارت مواقع الطرفين، الإخوان والحوثيين، في جبل ضين الشهير، وما جاوره في مديرية عيال سريح على خط صنعاء عمران، والثانية زارت المواقع في بيت بادي والحجز والمأخذ وشارع الأربعين (والأحياء الغربية لمدينة عمران)، والثالثة زارت المحشاش وبير عايض والجنات (شمال غرب المدينة)، والرابعة زارت بيت الربوعي وثلا في الجنوب الغربي للمدينة.. مشيراً إلى أن جميعهم عادوا بخيبة أمل، رغم الاستعدادات التي سمعوها من مسلحي الطرفين بالنزول، ولكن بشرط أن يبدأ النزول من الطرف الآخر. وتتوزع مواقع الحوثيين مشكِّلة حزاماً خانقاً على كامل مدينة عمران من جميع الاتجاهات، فيما تتوزع مواقع الإخوان مسنودين بقوات من لواء القشيبي 310 مدرع، فيما يمكن اعتباره حزاماً داخلياً، من داخل المدينة. وعقب عودتهم من الزيارات الميدانية، عقد محافظ عمران، العميد محمد صالح شملان، اجتماعاً باللجنة وبحضور اللجنة الأمنية وقيادات السلطة المحلية. وقال مصدر حضر الاجتماع لــ"اليمن اليوم" إن المحافظ أكد وبحزم على ضرورة إنهاء الصراع وعدم السماح للطرفين إبقاء عمران بهذا الوضع وسط تشريد الأهالي من منازلهم. مشدداً على أعضاء اللجنة الفرعية أن تكتب بكل حيادية تقاريرها عن المعرقلين لتنفيذ الاتفاق. وأثناء الاجتماع أبدى قائد الشرطة العسكرية، اللواء عوض بن فريد العولقي، رفضه استلام المواقع من طرفي الصراع قبل أن يتم إخلاؤها تماماً من المسلحين حتى لا تتكرر التجربة السابقة، عندما استلم أفراده المواقع في محيط السجن المركزي والسلاطة وسحب، في ظل بقاء مسلحي الطرفين إلى جانبهم، ما جعل أفراد الشرطة تحت رحمة القصف من الجانبين. إلى ذلك، وأمام ما يبديه طرفا الحرب في عمران ومديريات صنعاء (همدان، أرحب، بني مطر) من رفض لإنهاء الحرب وتهدئة الأوضاع، عبَّر عضو اللجنة الفرعية الدكتور حمود العودي عن خيبة أمله تجاه مثل هذه الأوضاع، مؤكداً أنها تستهدف بقصد أو بدون قصد تعطيل مخرجات الحوار الوطني. وقال العودي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": للأسف الشديد الطرفان- جماعة الحوثي وحزب الإصلاح- يشنان حرباً ضد مخرجات الحوار الوطني، ولا يختلف الأمر أكان ذلك بوعي أو بدون وعي، بقصد أو بدون قصد. وأضاف: واضح من خلال هذا الصراع المدمر لمقومات الوطن أن الطرفين غير مقتنعين بمخرجات الحوار، ويريدون إحباطها وأن تظل مجرد حبر على ورق. ولفت العودي إلى أن الحل يكمن في الدولة، بحيث تفرض حلولاً على الطرفين وألَّا تظل تمارس دور المصلح، مشيراً إلى أن دور الرئيس عبدربه منصور هادي الحيادي قد يبدو موقفاً سلبياً، لكنه مقبول حتى اللحظة نظراً للظروف غير الطبيعية. وتمنى العودي أن ينتقل الرئيس من الموقف السلبي المقبول إلى الموقف الإيجابي الفاعل لوضع حد للمشكلة واستئصالها من جذورها، وذلك من خلال ضبط الطرفين وإجبارهما على تنفيذ الاتفاقات المبرمة، والأهم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.